اقدم اليكم خلاصة جهدي في موضوع الحديث والروايات
.
العلة الاولى – هي مخالفة اوامر الرسول (ص) الصريحة بالنهي عن الكتابة , والاحاديث في ذلك تملاء كتب الحديث , وعدم وجود كتابات من عهد الرسول وعهد الصحابة هو الشاهد والبرهان
فقد تقيد الراشدين والصحابة الكرام بالنهي ولم يكتبوا شيء
.
العلة الثانية – الرسول ادى الامانة وبلغ الرسالة على احسن وجه ولو كان يعلم ان الدين ناقص ولا يكتمل الا بالروايات لكتبها وقيدها لنا , فهذه ضرورة من ضرورات البلاغ
ولا يمكن ان يتركنا هكذا وانا أومن انه لو كان الرسول (ص) يعلم ان الدين لا يكتمل الا برواية واحدة لحرص على تقيدها لنا وما كان ليضيعنا .
والقول بان الدين ناقص ولا يكتمل الا بالروايات يتضارب مع القران القائل
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
.
العلة الثالثة – اتفاق كل اهل الحديث ان ” كل ” الصحابة عدول , وهذا مخالف لكتاب الله الذي وصف بعض الصحابة بالنفاق (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق)
( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون )
واكبر الشواهد للوضاعين كعب الاحبار وعبدالله بن سلام اليهوديان
ولو فتحنا علم الجرح والتعديل على الصحابة لانهارت منظومة الروايات كلها من اساسها
ولكان اكثر صحابي يطعن في عدالته هو ابو هريرة رضى الله عنه , لانه اكثر صحابي استخدموا اسمه وهو نجم الرواية بدون منازع
.
العلة الرابعة – اقتصارهم على صحة السند دون الالتفات الى صحة المتن الا في حالات نادرة جدا (شواذ) ,
واجازتهم الرواية بالمعنى وليس باللفظ وهذا متفق عليه عندهم كلهم بدون اي استثناء
ولهذا جاءت متون مثل ” الشمس تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها “
والصحيح ان الشمس لا تغرب ابدا فهي تغرب في كل لحظة على جزء وتشرق على جزء
ولو اشترطوا الالفاظ لما وصلنا حديث واحد ,
وهم يقولون ان الحديث وحي ثاني فكيف لوحي لا يروى بالفاظه , ولو اعملنا هذا المنطق في القرءان لما قبله احد البتة .
.
العلة الخامسة – الرواية عن رسول الله (ص) هي شهادة بالسماع
والشهادة لا تجوز الا من شاهدين لقوله تعالى في العقود (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى )
فما بالك بالدين نفسه الاحكام والعبادات و الحدود والشرائع التي تقطع بها الرؤؤس وتؤخذ بها الاموال , وكل كتب الحديث هي اخبار احاد رواها رجل عن رجل او عن امرأة
.
واي قاضي عادل يلتزم بشرع الله سوف لن يعتد باي حديث لعدم توفر الشروط فيه
وقد تحايل كل اهل الفقه والحديث على هذه القاعدة الصريحة وحاولوا الالتفاف عليها بتبريرات فارغة ليست الا تبريرات غير ملزمة , وهذا حالهم في كل ما يخالف آرائهم
وقد قال الشافعي في الرسالة قولته الغير منطقية (أقبل شهادة الواحد والمرأة في الحديث ولا اقبلها في التحكيم )
.
العلة السادسة – إجراء محاكمات غيابية للرواة (محاكمات لرجال في التاريخ ) لا تتوفر فيها قرائن ملموسة سوى بعض الاخبار المختلفة من هنا وهناك التي يمكن ان تعد من صنف الغيبة والنميمة , وبناءً عليها يتم تعديل او جرح الرواي
فان عدل فتح الباب على مصراعيه لاخذ كل رواياته وكأنه رسول معصوم , وان جرح ردت كل رواياته وان كانت صحيحة
ولا يمكن ان يكون دين سماوي جاء خاتم لكل الاديان ليخاطب كل البشرية في كل الازمان والعصور ان ينقل بهذه الآلية الظنية التي تعتمد على الثقة العمياء في بشر لم يعصمهم الله بعصمته مهما بلغوا من درجات الصدق والاتقان و الطعن في اخرين وتشويههم والتشهير بهم ووصفهم بالكذب والتدليس والفرية
.
العلة السابعة – الروايات لا يمكن ان تكون هي الدين ومن يقول بذلك فهو يتهم الرسول (ص) بالتقصير في حفظ الدين وايصاله للبشرية بالطريقة الصحيحة الموثوقة والتي كانت متاحه له
وكما كان عنده كتبة الوحي يقيدونه فكان عليه ان يقيد لنا السنة ولا يتركها يتلقفها الشيوخ من افواه الناس بعد ان شابها ما شابها وزادوا فيها وانقصوا منها وتلاعبوا بها
.
والرواية هي الاساس الذي بني عليه علم الفقه وهي الاساس الذي تفرقت عليه الامة الى فرق ونحل وطرق وشعب ,
وحيث ان الفقهاء بمجرد احلالهم لنهي الرسول وبدايتهم في تقييد الروايات ظهرت المذاهب والفرق وتشرذم المسلمين وتقطعوا وظهر الاختلاف والتفرق وهذا ما يذمه الله وينهانا عنه ويصفه بالشرك , وقد انزل لنا الايات التي تنهى عن ذلك بشدة
.
والغريب ان من يسمونهم بالفقهاء يمرون على هذه الايات المحكمات ويصرفونها عن معناها
.
– (انّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيئ إنّما أمرهم إلى اللّه ثمّ ينبّئهم بما كانوا يفعلون ) الانعام 159
.
– (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) الانعام
.
-(ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) آل عمران
.
– (ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) الروم
.
-(وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون * فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون * فذرهم في غمرتهم حتى حين ) المؤمنون
.
وهناك علل اخرى لا تقل اهمية لا يتسع المجال لها
أعلم ان بعض الاخوة سيقرأونها ويدركونها ويعونها ويهزون رؤسهم ويمضون في حال سبيلهم
وسبحان الله القائل
(وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين.
error: Content is protected !!