محنتنا مع علمائنا … محمد الساعدي!

ان اي انسان مبتدي بمجرد ان يتعمق قليلا في كتب الفقه والاصول وكتب المرويات سوف يظهر له عوارها وسيصدم بالحقيقة
وسيتأكد بما لا يدع مجال لادنى شك ان المصادر التي يعتمد عليها المشرعون حسب الاولوية هي
1-المرويات , 2-القياس , 3-الاجماع , 4-الاجتهاد الشخصي
5- القران بشرط ان الا يخالف المرويات , بحيث يكون داعم للاجتهاد والمرويات
واذا خالفها فانهم قد اخترعوا له آلية النسخ فيتم التخلص من الايات التي تخالف المروية مهما كثرعددها ومهما كانت محكمة
بحجة ان السنة قاضية على القران وانها شارحه له , وانها لاحقة له واللاحق ينسخ السابق
وقد احاطوا هذه الحقيقة الصادمة بهالة كبيرة من التبريرات واللف والدوران
وقول شيء وفعل غيره
وهذا ما يسبب الدهشة للمبتدئين حين يلمسون ان ما يسمونهم بالعلماء والهامات الكبيرة لا يبالون بايات القران الصريحة ولا يقفون عند حكمها وينسخونها ويبطلونها بكل يسر
وقد ألفوا في ذلك المؤلفات , كتب الناسخ والمنسوخ
دون وجود دليل على اخبار الرسول بالنسخ , فالنسخ لمجرد التعارض مع ايه او حديث
يعني كتاب الله يحرف بطريقة غير مباشرة بحيث يبقى الرسم ويزول الحكم
مثال1 :
ايات محكمات في الكتاب مثل (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) و ( لا اكراه في الدين ) و(لو شاء ربك لامن من في الارض جميعا أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )
و( ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا)
وغيرها الكثير نسخت كلها بحديث واحد (من بدل دينه فاقتلوه ) لتعارضها معه
ولا يوجد اثر واحد يدل على اخبار الرسول بان هذه الايات منسوخة
مثال2:
قالوا انه كانت هناك اية في الرجم واختفت ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة , نكالاً من الله، والله عزيز حكيم)
كانت تحت فراش الرسول بعد وفاته فآكلها داجن (ماعز)
وهذه الرواية تشكل مهزله لا يمكن ان يصدقها طفل صغير
وفيها عدم تأدب مع الله وفيها تعدي على القران الذي تعهد الله بحفظه واستنقاص منه واستخفاف بكبار الصحابة الذين دونوا القران
والانسان البسيط يستغرب كيف ان اسماء كبيرة وعلماء نجوم وفطاحله الفقه وائمة مذاهب وجهابذة العلم من السابقين واللاحقين يؤمنون بهذه الاكاذيب ويؤسسون عليها احكام شرعية تستحل دماء الناس والامثلة كثيرة جدا واكثر من ان تحصى .
والخلاصة ان الاسماء الكبيرة التي تقدس ويجري تصنيمها ولا يسمح المساس بها قد تحمل عقول فارغة وانه لا يمكن الاعتماد عليهم في امور الدين , فاغلبهم قد تسمموا بالتحريف
واننا كمسلمون وقد وصلنا الى ما وصلنا اليه , لا يمكن ان نثق في من يحاول تسويق هذه الخرافات لنا , ولا مجال لنا الا وضع كل ما اتونا به لنا من علم وفقه وروايات وتفسيرعلى طاولة التشريح والفحص والنخل والغربلة
وكل من يحاول التزيين والتبرير واللف والدوران فهو يكذب على الله وعلينا وعلى نفسه
وصدق الفيلسوف الاسلامي ابن رشد حين قال :
لا يمكن ان يعطينا الله عقول ثم يُنزل تشريعات لا تقبلها عقولنا
والله اعلم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!