وكالة سودان برس

sudanpress وكالة سودان برس

مقالات الطيب مصطفي

بين سبدرات ومحامي الشيطان (2) … “الطيب مصطفى”

دليل آخر على أن الخط الناظم لمسيرة سبدرات السياسيَّة والمهنيَّة يتمثل في أنَّه لا فرق عنده بين الحلال والحرام فكل شيء مباح طالما أنَّه يحقق مصلحته الشخصية، فسبدرات مثلاً لا يعرف معنى التوبة أو الندم على ما فات فكل أفعاله في نظره نبيلة وعظيمة تستحق أن يُحتفى بها ويُفاخَر.. ولعلَّ العبارة التي لم يتخلَّ عنها سبدرات وظل يردِّدها وأخشى أن يحرص عليها إلى أن يلقى لله تعالى بالرغم من خطلها وتعارضها مع كل الأديان بل كل القِيم الأخلاقيَّة تقف شاهداً على ما أقول فسبدرات ظل يردِّد (لن أبصق على تاريخي) بالرغم من أنه ما من مسلم لا يندم على أخطائه وخطاياه فذلك من شروط التوبة بل من مكارم الأخلاق أن يترقى الإنسان في مدارج السالكين إلى لله، وفي القِيم الإنسانيَّة العُليا ليصحِّح من مسيرته ويبصق على أفعاله وأفكاره المنكرة وسقطاته ويعزم على عدم العودة إلى ما كان عليه من ضلال وفساد، ولعل تلك الحقيقة أو الضعف في شخصية سبدرات الذي لا يجعله يشعر بالندم على المنكرات التي يقترفها هو الذي ظل يغمسه في الوحل والطين حتى اليوم وحتى الغد.
تذكرت العبارة الساخرة لشيخ الترابي حين قال في أحد تعليقاته حين رأى سبدرات (مندعراً) في أحد المواقف وكأنه أنشأ نظام الإنقاذ .. قال الترابي عن سبدرات: (هذا جئنا به ممثلاً فإذا به يعتبر نفسه مخرجاً)! كان الترابي يقصد أنهم عيَّنوا بعض الأشخاص ليعمّوا عن حقيقة الإنقاذ ويُخفوا وجهَهَا الإسلامي ولكن!!!
بالرغم من هذه المقولة الموحية للترابي عن (الممثل) سبدرات فإنها لم تُثنه عن تصديق أنه مخرج كبير بل إنه أحد أعمدة الإنقاذ فقد قال في لحظة تجلٍ ظنَّ أنَّه يستطيع أن (يخم) بها الناس بالرغم من أنه أُزيح عن خشبة المسرح منذ سنوات عقب سقطته اللاأخلاقيَّة المدوِّية في قصة الكاردينال.. قال إن الحملة عليه استهداف لنظام الإنقاذ وإنها البداية (لحملة الدفتردار) التي تهدف إلى استئصال الإنقاذ وإنه بمثابة (الشوربة) التي تسبق التهام الوجبة المتمثلة في النظام!!!
باللـه عليكم هل من أمرٍ مضحك مبكٍ أكبر من ذلك؟!
أُطيح بصاحب الإنقاذ (الترابي) وبكل حوارييه وقبل ذلك مضى مسلسل إزاحة رموز الإنقاذ بمن فيهم أعضاء مجلس الثورة ثم كبار أصحاب مذكرة العشرة ثم بشيخ علي عثمان ونافع وعوض الجاز وغيرهم ولم يتحدث أحد عن أن إزاحة هؤلاء فيها استهداف للإنقاذ لكن مخرج الروائع سبدرات أهم من هؤلاء فهو الركن الركين وعمود النُص الذي يشكِّل استهدافُه أكبرَ استهدافٍ لنظام الإنقاذ!
هل هي سذاجة يا ترى أم عباطة أم استعباط للقراء ولمن بقي من أعمدة نظام الإنقاذ؟!
أزيدكم كيل بعير على ما فعله (الطلقاء) من (الممثلين) بالإنقاذ التي أقامتها الحركة الإسلامية لكي تقدِّم بها أنموذجاً للمشروع الإسلامي فإذا بهؤلاء الممثلين يفعلون بها وبمشروعها الأفاعيل وذلك بسرد ما تسبَّب فيه سبدرات في قطاع الاتصالات الذي جاءه الرجل بالصدفة فقد كان وزيراً للعدل وعندما خرج الأستاذ الزهاوي إبراهيم مالك من وزارة الاتصالات مغاضباً مع السيد مبارك الفاضل المهدي انتُدب سبدرات وزيراً بالإنابة.
أصل الحكاية أن شركة سوداتل كانت تمتلك 69% من أسهم شركة موبيتل التي تحولت فيما بعد إلى اسم (زين) وكانت بقية الأسهم مملوكة لشركة الاتصالات الكويتية (MTC) .. طمعت سوداتل في رخصة موبيتل وحاولت الحصول على شهادة من الهيئة القومية للاتصالات بأن الرخصة مملوكة بالكامل لسوداتل.
كانت مهمتنا في الهيئة القومية للاتصالات التي كنت أديرها أن نكون جهازاً تنظيمياً لقطاع الاتصالات يعدل بين جميع الشركات وينظم القطاع بما يحفظ الحقوق الوطنية والسيادية للدولة وهو دور الأجهزة التنظيمية في شتى المجالات فبنك السودان مثلاً هو الجهاز التنظيمي للقطاع المصرفي، وكنتُ أقول لإدارة سوداتل إنه بعد قيام شركات أخرى منافسة فقد انتهى عهد التدليل وشعارنا هو أن نقيم الوزن بالقسط بين الجميع وفقاً للقول الرباني (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للـه وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ)
مورست علينا ضغوط كبيرة لكي نُصدر الشهادة ولكننا رفضنا.. قبل مجيء سبدرات كان الأستاذ الزهاوي إبراهيم مالك لا يتدخل في عملنا لكن ما إن جاء سبدرات حتى اتخذته إدارة سوداتل يومها مطيَّة لتحقيق أهدافها.
كان وزير الدولة للمالية يشغل في ذات الوقت منصب رئيس مجلس إدارة سوداتل فاستغل الرجل غيابي في مهمة رسمية خارج البلاد وضغط على نائبي الذي كان وقتها مديراً عاماً بالإنابة وأملى عليه صيغة لشهادة تقول بأن رخصة موبيتل تابعة لشركة سوداتل).
ما إن عدتُ من مهمتي الخارجية وعلمتُ بما حدث حتى أصدرت قراراً بإلغاء شهادة نائبي وذهبت إلى اجتماع في مكتب سبدرات حضره وزير الدولة للمالية رئيس مجلس إدارة سوداتل وعاتبتُ الوزير عتاباً شديداً وقلت له إن منصبه الوزاري يقتضي منه حياداً لا انحيازاً ولكن للأسف الشديد تصدَّى لي سبدرات وآزر رئيس سوداتل وقال لي بالحرف الواحد ولله على ما أقول شهيد: (ما فيها حاجة.. ما فيها حاجة)!!.
وسأواصل بقية القصة غداً إن شاء لله.
الطيب مصطفى- الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!