تروي الروايات ان هذه الواقعة وقعت حوالي عام 1818 ميلادية وتحكى قصة قتل فارس البطاحين (طه ود حسين) لشيخ الشكريه وفارسها حمد ود دكين بسبب نيت الاخير اللزواج من ريا بت عبدالله ابو كبس رغم علمه بانها مخطوبه لابن عمها طه وكانت النهايه الاليمه بقتل طه لحمد ود دكينالذى لحق بطه الذى ترك ارض البطاحين ليستقر فى ديار الجعلين تحت حماية المك نمر وقريب من شندى التقى ود دكين و طه وتبارزا وقتل طه ود دكين وبعد ذلك واصل مسيره نحو شندى ليطلب الجوار من المك ويخبره بانه قاتل نسيبه وبعد قبول المك نمر لحماية طه اثار ذلك الشكريه وكادت ان تقع بينهم والجعلين الحرب رغم رابط النسب بين المكوعبدالله ود دكين عم القتيل وعموما انتهت القضيه بالصلح بينهما.
وصور الشاعر الكبير ابراهيم العبادي هذه الواقعه مع اضافات ادبيه ثرة ومحسنات افضت بها الي مسرحية شعريه أصبحت اثراً عظيما لتلك الواقعة التي تناسي التاريخ سببها الاصلي وبقيت ابيات الشعر والحان القوافي.
قال طه:
أخوك ياريا أخوك وكت الخيول يدبكن
أخوك يا ريا أخوك وكت الرماح يتشبكن
اخوك جبل الثبات وكت القواسي يحبكن
كم بكيت وكم قشيت دموع الببكن
قالت ريا:
وراك اسود علي ما نمت اسع طيب
قال طه:
بسم الله قولي اخوك طيب طيب
نصيح وشديد حاضر قلبي ماهو مغيب
إلاالشفتو في النوم من هوايله يشيب
الزول في الصحي مخدوم عليه شقاهو
وإن غمض شويه تجي الهموم لاحقاهو
الصف ابلبوس انا ما بخافو لقاهو
ياريت الحلم في صحايا كان بلقاهو
كان خير ولا شر بلقاهو ما بهم بالى
وحارسنى الثبات من الكبار قبالى
وكت هسع صحيت وشفتك سالمه قاعده قبالى
ان اتلخبت الكون تانى مانى مبالى
قالت ريا:
كعب نوم النهار أمس العصير كت نايمه
رأيت قدام فريقنا أشوف صقوراً حايمه
كبيرن غار علي من نومي تبيت قايمه
صحيت مهجومه لا مفصل ولا في القايمه
قاليها طه:
وانتي كمان رأيتي صقور عباره غريبه
علامتا كافية ظنيت الحكايه قريبه
هاك مني الصحيح الما بتدخلو الريبه
هادي الحله بي عيني أشوف تخريبه
قالت ريا:
تف الشينه ليه فاجعني ليه يا طه
انت الدخري وانت الكاشفه ياك غطاها
كان الدنيا هادي العقبة تتخطاها
ما بضلل سماها وما بتشيلني وطاها
وقعدت ريا تبكي
رد عليها طه وقال:
مابفيد البكاء وكلامي احسن تنسي
قالت ليه ريا:
كيف ماابكي وكيف افوت مراتع انسي
افقد كل شي عزي ورجالي وجنسي
تطلق فوقي نار عقبان تقول لي انسي
ماببكى الفريق ببكى الرجال قبال
شن طعم الفريق مابيوت شقاق وحبال
خرابن وإنتوا حيين مابمر بالبال
إلا يقع كتالاً بعدو نلقى وبال
قال طه:
فال الخير أخير ما شفنا شيتاً جدت
كل الشفنا أحلام في طريقه إتعدت
قبل الليلة إيد لحمانا قطْ ما اتمدت
ما بنهد شرفنا لو السماء إنهدت
قالت ريا:
خير إنشاء الله خير والخير مساك وصباحك
والفال السمح فالك يضوي مراحك
بالضيفان أشوف عامر تملي مراحك
شينك ما أشوف أشوف هناك و أفراحك
قال طه:
خير الزول يقول مهما الامر يتهول
قالوا الناس علي فالو الحلم يتأول
غاية الحي فناه إن كان قرب إن طول
يترك ذكرو والناس الوري بتتقول
قالت ريا:
وريني الحلم التورك مذهول
قال طه:
أصبري لي أروق حبل الفكرمبهول
احكيلك شنو الشفتو والله مهول
شفت الوحده شفت النار وشفت الهول
أحكيلك تمام الشفتو ما بتغابه
جايين العصير أنا وإنتي من الغابه
سايقه ليك بهم قدامي بي رقابه
بينا والفريق إتولعت تقابه
قدر ما نشوف بعيد قدامنا نلقي حريق
وقت النار علت ما شفنا تاني فريق
باصرنا المروق ما لقينا لينا طريق
تشكي من العطش واخوك يابس ريق
فترتي قعدتي انا محتار جلست وراكى
حاقبه الدرقة ختيت سيفي فوق أوراكى
وكت بعد البهم لى قسعو قمتى براكى
قسعتي وجيتيومعاك كور صقور تبراكى
تبيت بي عجل شافنى جفلن وطارن
غابن من عيوني وفي اللعوت اتضارن
ما غابن كتير جن يقدلن يتبارن
قدامن كبيرن عينني وغارن
سل السيف ولاقاهن أخوك يالضامره
تور عنز أم هشيم الفي المجامع دامره
سيل تلوى اندفق فوقو السحائب هامره
حجر الصاقعه فرتاك الصفوف العامره
بادرني الكبير ديك إستعدن وقفن
ما مهلتو طار راسو وجناحي يرفن
طارن ديك وقت بي ريشو رقد اتكفن
قالت له ريا:
عارض ومات خلاص لي الليلة يمكن عفن
قال طه:
نحمد ربنا الليلة مات عارِضنا
وان كان عمروا طال يا ريا كان قارضنا
يلحقوا بي عجل ديش همنا المارضنا
نبدا زواجنابكرة منو البيجي يعارضنا
بطال البعيش في الدنيا اصلوا غناه
ان كان مالو راح غير اهله مين يدناه
سمح الفوق اساس ابواتو تمه بناه
والزول دون قبيله غناه شن معناه
ما بنفرح بي مال ونقول كفانا ورثنا
نفخر بالرجال في الحارة يبقواترسنا
نجمع ناسنا هيلنا من الكبار حارسنا
يحضروا اهلنا فرحانين يباركواعرسنا
كل بطحاني يفرح بي عرسنا مناه
ساعة جمعتن بيتنا بنتموا بناه
عذاب عيش العزب يا ريا مر ضقناه
سمح الزول صبي يلد ويربي جناه
ردت ريا قالت:
دا الاعوج ترا والشين نهايه حدو
إن شاع ده الخبر يملا الفريق لي حدوا
يقولوا ابكبس من دخلوا احدو
فرحوا وعرسو لا موجعن لا حدو
إن كان في الفريق ماتت مريه ذليله
لي الحول يرفعوا العرس الدخلتوا الليله
خليه ابكبس راس الرجال ودليله
إن كان بي قبيلة تعدوا تبقي قليلة
خليه الكلام وعرسنا في ده الحال
من بالك أمرقو محال والف محال
علي ميتة ابوي لي الليله حول ما حال
نصبح بكره ونسه نشوف بشاتن حال
رد عليها طه وقال ليها:
الموت ما شمت غاية البخود والببروا
والموت والحزن ما جابو زول من قبرو
الزول في الشدايد أولي يلزم صبروا
يترجي الكريم مولاه كسره يجبروا
بنخاتر منو الوجعه هيلنا برانا
نحن أهل المصاب والناس عزا مجابرانا
في أخر المراح دايماً تجي الفترانا
عادة الحد ندوسا والناس عقب تبرانا
ردتلوا قالت:
الناس بالمكارم والفعال بتباهو
زي الفطرة ينشا الزول حسب مرباهو
عادة جدو عادتو ونحل ابوه نباهو
يلبس ثوب قبيلته ان دارو وإلا اباهو
من الليلة حول مضيهوه تاني اتكلم
الدايروا بيتم رب العباد ان سلم
رد عليها طه:
تاني امضي حول وانا بالحسار اتالم
علي حكمك صعب وانا قابلو ما بظلم
نستني السنة قاسية وصعيبه علينا
ردت عليه ريا:
تم الاتفاق من الكلام خلينا
زي عادة البلد لا زدنا لا قلينا
إن شاء الله السنة بي خيره عايده علينا
يا طه البهم قرب رجوع سراحو
بنات واولاد هديك ناس فريقنا الراحو
نصيحة سمعتها من الكبارالراحو
قالو العربي ما بنعز أكان ما مراحو
وتقوم ريا فايته علي الفريق وطه يعاين فيها وهي ماشه ويقول:
ياريت السعادة ان كان بقت إيديه
كنت اعيش غني في الدنيا بالزنديه
علي حكموا ناسي الفى اخذوا الديه
اموت بالعطش والمويه بين ايديا
آه يا ريا قاسيه وزايده فى التفنين
اه يا رب ارحم صبري امس ضنين
يمحق دي السنه ربي الحليم وحنين
يخصمها من حياتي رضيت بعشرة سنين
كيف أتهنا واعيش وانا صبرى ولى مودع
سببى الرخرخ المن قام صغير متفدّع
جنيت وجنى جنّ وحالى اصلُو مبدّع
اهج شقيش اهج فاضلى تانى أجدع
error: Content is protected !!