قارئي العزيز ربما يذكر مقالنا بعنوان أوباما في الذهن العروبي والذى نشرناه على اثر تسلم باراك حسين أوباما مقاليد الأمور في واشنطن. المقال كان مجال تعليق كثير من المحللين والنقاد، فكان حقيق علىّ أن أفرح وأن تسرى نشوة من المسرة في عروقي. وبالأمس حصلت على نسخة مما كتبه الكاتب والصحافي الساخر إبراهيم عيسى على صفحات جريدة الدستور المصرية، فوجدته قد أمّن على ما رويت بأسلوبه البارع ومن زاويته الخاصة. لذلك رأيت أن أشرك قراء الزول في المطالعة عليه. وها أنذا أنقله بتصرف طفيف يتناسب مع ما علمنا إياه مؤسس الجسور وروحها الفواح، صاحب الشكة الدبوسية، ابن عزام، رضي الله عنه وأرضاه.
يقول إبراهيم عيسى تحت عنوان – شقيق أوباما في القاهرة:
افترض معي أن المواطن الكيني المسلم حسين أوباما قبل أن يسافر أوائل الستينات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قرر أن يغير وجهته ويسافر أولاً إلى مصر بلد الأزهر الشريف كغيره من مسلمي أفريقيا للتعلم والعمل في القاهرة عاصمة الإسلام. جاء حسين أوباما ودخل جامعة الأزهر، ثم تعرف على فتاة مصرية بيضاء من أسرة تعيش في حي حدائق القبة، وأصلاً أهلها من المنصورة، وأحب حسين أوباما البنت وأحبته وقررا الزواج. أهلها قطعاً رفضوا الزيجة وقالوا: مبقاش غير كينى أسود نناسبه!! ويا بنت مين القرد ده اللى ح تدفني مستقبلك معاه. وإخوتها وأهلها قرروا مقاطعتها، أما أبوها فحاول بحكمة أن يقنعها أن الزواج من هذا الشاب الأفريقي مشكلة كبرى، فهي ستلد عيالاً سودا وح تبقى مألسة بنات خالاتها، ثم أنه لن يجد عملاً في مصر وربما سيعود إلى كينيا (وتسيبي يا حبيبتي الحدايق وتروحي نيروبي، ثم الحب بيروح ويجي، فكرى في مستقبلك). لكن عناد البنت وحبها تغلبا على موانع وعقبات الأهل وتزوجت حسين أوباما الذي تخرج من الجامعة وبحث عن عمل في القاهرة خصوصاً أنه أنجب ابنه مبروك حسين أوباما، لكنه بعد عامين كره نفسه من المصاعب التي صادفها وطلق الست زوجته المصرية وسافر مثلما كان يفكر في البداية إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تزوج فتاة أمريكية وعمل هنالك وأنجب منها ابنه الثاني الشاب باراك وكيف بارك اللّه فيه وصار مواطناً أمريكياً رائعاً وانتخبوه في الكونجرس الأمريكي ممثلاً عن ولايته ثم تقدم خطوات هائلة نحو الحلم وصار مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئاسة حيث بات أول أسود يترشح لهذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة وهاهو الآن على كرسي أهم رجل في العالم ورئيس مجلس إدارة الكون.
لكن تفتكروا ماذا حدث لأخيه مبروك أوباما في مصر؟
حتى الآن لا يزال مبروك أوباما يحاول الحصول على الجنسية المصرية ولم يتمكن من الحصول عليها رغم أن أمه مصرية منصورية أباً عن جد وهو دايخ في مصلحة الجوازات والجنسية للحصول على الاعتراف بمصريته أو تجديد الإقامة، كما ذهب مائة مرة للمقابلات في أمن الدولة حتى يزكون طلبه لوزير الداخلية بالحصول على الجنسية المصرية، لكنه لا يزال في عرف مصر أجنبياً كينياً حتى الآن وقد تعرض أكثر من مرة للترحيل من البلد عندما نشبت خلافات بين مصر وكينيا في وقت من الأوقات، كما أنه لم يتمكن من العمل في أي وظيفة حكومية لأنه غير مصري، كما لم يستطع العمل محامياً رغم شهادته في القانون لأن النقابة لا تسمح للأجانب بممارسة المحاماة أمام المحاكم المصرية. وكان قد حفى بدلاً من المرة مليوناً كي يتم إعفاؤه من دفع المصاريف بالدولار في المدارس والجامعة طبقاً للقرار الحكومي بالتعامل مع أبناء الأم المصرية باعتبارهم أجانب.
مبروك أوباما كذلك لا يصوت في الانتخابات وليس له حق الترشيح طبعاً لأي مقعد، ولا حتى مقعد الحمام!
كيني أسود من حقه أن يصبح رئيساً لأمريكا، أما في (الولايات المتحدة العربية) فلا كيني ولا (عربي) ولا أسود ولا أبيض لهم حق الحلم بالترشيح للرئاسة، فالشرط الوحيد لأن تكون رئيساً (عربياً) أن تكون ابن الرئيس (عرابي)… وهنا ليس الفرق بين (عرابي) وباراك أوباما بل هو الفرق بين الوراء والأمام.
………
نقله بتصرف: عبد الله شريف
مقالات عبدالله شريف>>
error: Content is protected !!