تهمة تكذبها الوقائع والمواقف مصر، المملكة العربية السعودية، والإمارات في ميزان المقارنة:
كثير من المعلقين هذه الأيام وخاصة من الأخوة المصريين يسوقُون ويسِوقون التهمة لدولة قطر أنها تلعب دوراً مشبوهاً لحساب إسرائيل في المنطقة العربية ، هذه التهمة تكذبها الوقائع وأحداث التاريخ، ولكن كثرة الضرب وعلو الصوت قد يعطي هذا الأمر رواجاً يجعله شبيه بالحقيقة لكثير من الذين لا يملكون المعلومة الصحيحة أو الذين لا يملكون ذاكرة تسعفهم لفترة طويلة.
دعونا نقارن لنرى أي دولة خدمت ومازلت تخدم مصالح وأهداف إسرائيل في المنطقة وأيهما أقرب وأوثق صلة بهذه الدولة الشيطانية.
الدولة المصرية لها علاقات دبلوماسية كاملة التمثيل مع دولة الكيان الصهيوني لم تشوبها شائبة (رغم كثرة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط التي كانت إسرائيل طرفاً فيها ) منذ قيام إتفاقية كامب ديفيد التي قامت على حساب تماسك الجبهة العربية ووحدتها .
دولة قطر فتحت مكتب تجاري لإسرائيل في العام 1996 وأغلق في العام 2000 بسبب إنتفاضة الأقصى.
الدولة المصرية لها تنسيق عسكري وأمني ومخابراتي مع الكيان الصهيوني بعضه ناتج عن كامب ديفيد وأخرى تلتها.. بعضه معلن وكثير تحت الطاولات تفضحة تصريحات المسئولين الإسرائليين أحياناً.
الدولة المصرية في عهد مبارك وحسب أعترافات الإسرائليين طلبت من إسرائيل ضرب قطاع عزة وحكومة هنية التي تمانع التنازل عن الحق الفلسطيني لتكون الغلبة لفتح الحركة المهادنة والمستعدة للتنازل عن الحق الفلسطيني.
دولة قطر موقفها دوماً كان مشرفاً تجاه غزة.. فخطاب أمير قطر السابق الشيخ حمد الذي ظل يدعو لقمة طارئة لنصرة غزة حتى بح صوته وفي النهاية خرج للشعب العربي موضحا أن هنالك دولاً تحول دون إنعقاد القمة وختم حديثه بلا حول ولا قوة إلا بالله وحسبي الله ونعم الوكيل.
الدولة المصرية تحاصر الفلسطينيين في القطاع بإغلاق المتنفس الوحيد لهم وهو معبر رفح والأنفاق الأرضية وقطع الإمدادات وحرمان المرضى من العبور للأراضي المصرية من أجل التداوي وذلك لقلة المستشفيات المؤهلة والكوادر وقلة الدواء.
دولة قطر سيرت القوافل والبواخر والمعونات لقطاع عزة دون من ولا أذى إضافة لإلتزامها ببناء ما هدمه العدو الإسرائيلي في القطاع
زيارات المسؤلين المصريين تتم لتل ابيب تعقبها زيارات اسرائيلية لمصر ظاهرها الشأن الفلسطيني وحقيقتها تنسيف أمني وتامر سياسي .
دولة قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي سافر أميرها للقطاع مؤازراً للفلسطينين في صمودهم في وجه الإحتلال الغاصب.
لم نرى أو نسمع مسئولا إسرائيليا واحد يشكو من تغطية إعلام التطبيل والزعيق من عمر أديب الى أصغر زاعق صحفي في الصحافة المصرية ولكنَنا رأيناهم يجأرون بحر الشكوى من تغطية الجزيرة التي تكشف ممارساتهم في الأرض المحتلة والمنطقة عموماً والأمثلة كثيرة لذلك (الفيلم الوثائقي لمقتل عرفات مسموماً).
الدولة المصرية هي اليد الباطشة بالحركات الإسلامية التي تحمل منهاجاً مبدئياً ضد وجود إسرائيل ذات نفسها. في ذات الوقت الذي نجد فيه دولة قطر تقدم الإيواء والحماية لهؤلاء النفر الكريم من أبناء الأمة الإسلامية وخير مثال لذلك إستضافة قادة حماس في الدوحة عندما غدر بهم ملك الأردن وتآمر بطردهم من بلادهم وكذلك أغلقت غالب الدول العربية أبوابها في وجههم وأول هذه الدول كانت مصر.
دولة قطر احتضنت هذه الثلة وهيأت لهم مقاماً كريماً في أراضيها بل إمتد دعمهم لكل حركات المقاومة حتى حزب الله في لبنان قبل أن يتحول لقاتل للأطفال في سوريا.
دولة قطر يدها بيضاء في كل إنتصارات الشعوب العربية في ثورات ربيعها الأخيرة، وهي حادي فكر مفجري هذه الثورات وذلك من خلال إنطلاقة قناة الجزيرة التى كانت أداة التنوير والمنبر الذي من خلاله فضحت زيف الأنظمة القائمة وفسادها، فكانت وقفتهم مع تونس ومصر (25 يناير) وليبيا واليمن وسوريا وما زالت تنافح عن الشعوب مفضلة لهم على الإنقلابيين الذين يسعون لتحجيم دورها. هذه
هذه المقارنة البسيطة توضح بجلاء أي من هاتين الدولتين أقرب رحماً لإسرائيل وأيهما أكثرها خدمة لأجندتها في المنطقة ، الأمر لا يحتاح منا لكثير فطنة.
-نواصل-
الجنيد خوجلي
error: Content is protected !!