هناك من أعطاهم الله عز وجل موهبة منذ الصغر في القدرة على التحدث والإلقاء والحوار والاقتناع وهذه الموهبة صقلت مع الأيام من خلال التجارب والمعارف وهناك من لا يملك هذه الموهبة ولكنه بمجالسة الموهوبين وملاحظتهم استطاعوا أن يكتسبوا هذه الصفات حتى أصبحت ملكة وعادة مع الأيام والتمرين والتدريب والمعرفة ولعل الحكمة من جعل هذه الموهبة تولد مع الناس من أجل أن يتعلمها من يريد أن يتعلمها. ولذلك قال تعالى يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وقال كذلك وعلمناه الحكم صبياً فيمكن أن يؤتى الإنسان الحكمة عن طريق الوهب ويمكن عن طريق الكسب والتعلم.
يقول الخطيب المشهور زج زجلز سواء رضينا أم أبينا فإن الذين يحسنون الحديث أمام الناس يعتبرهم الآخرون أكثر ذكاء.
أحدث الدراسات تقول بإمكان الشخص أن يفكر بمعدل 800 كلمة في الدقيقة, والمتحدث البارع يتحدث بمعدل 120 كلمة في الدقيقة.
تشير مادلين بيرلى إلى كيفية تقليل أساليب المقاومة في مواقف المواجهة وذلك من خلال استخدام الأسلوب العقلاني بدلا من اللوم والانفعال، وإعداد الآخرين لتقبل التغيير. حين تكون المتحدث في أي مكان ولاي سبب فانه قد تم اختيارك لثقتهم بك، فتذكر انك مؤهل للحديث و الا ما دعوت. ويقول فيفيان بوكان هناك الكثير من الأشخاص المبدعين في القيام بأعمالهم، و لكنهم عندما يحضرون اجتماعا أو يتحدثون أمام الآخرين يبدو الواحد منهم غبيا إلى درجة أن تتساءل إن كان يفهم, ما يقول أم لا. هل رأيت بعضا من هؤلاء الأشخاص؟ وهذا راجع في واقع الأمر إلى ضعف مهاراتهم في الاتصال غير الملفوظ (نبرة الصوت و الحركات و الإيماءات) بالدرجة الأولى ،فهي تشكل 93% من قوة الاتصال مع الآخرين.
تطبيق عملي اختر احد الأشخاص الذين لك علاقة قوية بهم(يفضل أن يكون من أصدقائك)، و اترك له الحديث. وبينما هو يتحدث انظر بعيدا مرة، ومرة أخرى وافقه بالكلام ولكن قم بتحريك راسك و كأنك لا توافق بالتأكيد انك قد لاحظت انزعاج صديقك مما قمت به على الرغم من انك وافقته في الكلام، مما يؤكد أهمية الوسائل غير الملفوظة في أية عملية اتصال ومن ناحية أخرى يعاني البعض الآخر من التوتر و فقدان التركيز عندما يتحدثون أمام مجموعة من الناس، قد تصل بهم إلى درجة أن ينسوا عم سيتحدثون أما هذه المشكلة فعلاجها جزءان ، نظري سنورده بالبحث و التحليل، وعملي سنورد تمرينات علية تتطلب الممارسة ثم التحضير
يورد الكاتب فيفيان بوكان في كتابه (كيف تتحدث بثقة أمام الناس) مثالا يقول فيه انك إذا أردت الذهاب في رحلة، فلا بد من أنك تعرف المكان والكيفية التي ستذهب بها، وماذا ستفعل هناك، حتى تضمن وصولك دون أن تضل أو تتأخر، لذلك إذا ما أردت إلقاء خطاب أو التحدث أمام الناس فلا بد من أن تضع خطة لحديثك تتكون من 3 أجزاء رئيسية وموضحة بمثال على النحو الآتي الموضوع مثل : كانت إجازتي لباريس كارثة.
المتن : و هو الذي يجيب على السؤال : لماذا؟
مثلا : الإقامة سيئة، الجيران مزعجون، كل شيء باهظ .
الخاتمة : لهذه الأسباب كانت إجازتي سيئة، ولا أريد أن أكررها.
فالأمر يحتاج إلى قليل من التنظيم لجعل أداء المتحدث أكثر قبولاً، وللانتقال من فقرة لفقرة ومن جزئية لأخرى عليك استخدام الروابط الانتقالية مثل : بالإضافة إلى، و أخراً وليس أخيراً، وفي النهاية وهكذا، فالمخطط صديق مرشد، بحيث يعلمك أين ستقف وأين ستذهب دون أن تضل لهذا نقول انه لا بد من أن تضع مخططا كاملا لما ستتحدث عنه قبل الحديث بفترة. واعلم أن آراءك ليست حقائق، لذا ادعمها بحقائق قوية حتى تكون موضع ثقة، وإذا كنت في موضع جدل، فتعرف على وجهة نظر خصمك لتصل إلى أسباب منطقية تبني عليها رأيك.
اذكر مرة أن احد المدربين اخبرنا كيف انه قرأ كتابا في الاكتئاب، والذي كان موزعا كما يلي : أسباب الاكتئاب، أنواع الاكتئاب، أمثلة على الاكتئاب، ولم يكد ينهي الكتاب حتى شعر هو نفسه بالاكتئاب و في الواقع فان هذا قانون من قوانين العقل الباطن ركز على الرسائل الايجابية و ابتعد عن تلك السلبية، وحتى عن الأشخاص السلبيين
فانك سترى كثيرا مما تفكر فيه.
Be careful what you think about because you might get it
بالعودة إلى الطرق الأكثر فعالية لطرد الخوف قبل التحدث أمام الآخرين فيمكن إجمالها فيما يلي كتابة الخطبة مسبقا و التدرب عليها إما أمام المرآة أو حتى بتسجيلها ثم مراجعة التسجيل و دراسة العيوب في الحديث و نبرة الصوت و غيره, فرك اليدين عند الدخول مما يعزز من الثقة بالنفس. التمارين الرياضية البسيطة قبل الخطبة, التنفس العميق، شد عضلات الجزء الخائف، مما يساعد على الاسترخاء, تكرير العبارة التالية قدر الإمكان : “أنا مستعد ولا احد يتقن الموضوع مثلما أتقنه” احذر فهناك أشخاص مثيري للمشاكل داخل المحاضرة ويتطلبون معاملة خاصة وهم كثيرو الأسئلة والمتعالمون والمقاطعون والهامسون والنائمون.
براعة الاستهلال
إذا نجح الإنسان في استهلاله فقد نجح غالباً في تبليغ رسالته.
ويستفاد من الاستهلال عادة في بناء علاقة مع الحضور وإثبات المصداقية، وفي تحديد الغرض والغاية وضع مخطط تمهيدي، كما انه مهم لجذبهم و توضيح ما ستقول كما انك تكسر الحاجز النفسي بينك و بين الحضور إن كانوا ممن لم تلتق بهم مسبقا بإمكانك أن تستهل حديثك بقصة مثيرة أو عرض صورة، أو عرض فيلم، أو إعطاء معلومة حديثة جدا في الموضوع، أو حتى نكته لطيفة، أو إثارته بحركة أو كلمة, احذر أن تلتصق بك إحدى الصفات التالية فإنها مدمرة لثقة الحضور في حديثك عدم الفكاهة، الانطباع السيئ الأولي، ضعف الإعداد، عدم تحديد الأهداف، عدم مشاركة الجمهور، الإطالة، عدم الحماس، ضعف الاتصال بالعين، خاتمة ضعيفة، ضعف تعابير الوجه وحركة الجسم، انخفاض صوتك بحيث لا يسمعك من في آخر القاعة.
متن الحديث
هناك مجموعة من الأمور التي ينبغي مراعاتها أثناء الحديث أمام الآخرين، و تشمل مجموعة من الإشارات التي تساعد على إيصال الرسالة التي نريد إلى الطرف المقابل لتؤدي الأثر المطلوب، و تشمل هذه الإشارات – اللغة – نبرات الصوت – تعابير الوجه – حركة الجسم من يدين وغيرها – الوسائل الخارجية المصاحبة و فيما يلي بعض التفصيل لهذه النقاط
اللغة
إن الكلام هو أكثر وسائل الاتصال والتأثير شيوعاً وكلما نجح الإنسان في إجادة فن الكلام وامتلاك زمام الفصاحة والبلاغة كان أقدر على التأثير في الآخرين وتوجيههم الوجهة التي يريدها وهذه بعض التوجيهات التي بالأخذ بها يُمكن للإنسان أن ينجح إلى حد كبير في إبلاغ رسالته بواسطة الكلام
التحدث باللغة التي يفهمها السامع وذلك تحقيقاً للمبدأ الذي نادى به القرآن الكريم : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. فأصبح التبيين هو أساس التحدث والفائدة منه وعليه فلا بد من معرفة عقول المستمعين ومداركهم ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ” أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم”
انتقاء الكلمات البليغة المؤثرة له أبلغ الأثر في إيصال المعاني للمستقبل، وكما قال صلى الله عليه وسلم : ( إن من البيان لسحراً ) ، وهل أسر القرآن عقول العرب وقلوبهم إلا بالبلاغة التي كانت بينهم وبين نفوسهم، ويسلِّمُون أزمة أرواحهم لهذه الكلمات طوعاً أو كرهاً ومن أفضل الوسائل لاكتساب البلاغة حفظ كتاب الله والإكثار من حفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ أشعار وعبارات البلغاء الفصحاء، ويُمكنك وضع برنامج لذلك بأن تجعل لك دفتراً خاصاً، وكلما سمعت أو قرأت عبارة جيدة وجديدة بالنسبة لك دونتها في دفترك ثم بحثت عن معناها إن لم تعرفه ثم حفظتها ثم كررت استعمالها كثيراً حتى تصبح من مفرداتك، وحاول أن تضيف بهذه الطريقة في كل يوم لك عبارة جديدة أو بيت شعر.
الإلمام بمصطلحات الموضوع الذي تتحدث فيه له دور كبير في قبول رسالتك واحترام حديثك وبخاصة من قبل المتخصصين في هذا الفن.
حدد حجم الكلام الذي تريد أن تقوله فلا إيجاز مخل ولا إسهاب ممل ثم حدد الزمن المناسب الذي تريد أن تتحدث فيه, إذ قد يكون سوء اختيار الوقت سبباً في عدم قبول الطرف الآخر لكلامك، واعلم أن لكل مقام مقالاً ولكل حال أسلوباً يختلف عن أسلوب حال آخر.
الوضوح والبيان في الكلام من أهم أسباب تفاعل الطرف الآخر مع الكلام، أمَّا عندما يكون الكلام غامضاً و طلاسماً فلن يتفاعل معه الآخرون
التجديد في الأساليب : حيث يمكن انتهاج الأساليب التالية
أ. انتهاج أسلوب القصة : كقصة الثلاثة الذين أووا إلى الغار، وقصة إبراهيم
ب. انتهاج أسلوب الحوار والاستجواب : أتدرون من المفلس أرأيتم لو أن نهراً
جـ. انتهاج أسلوب التعليم بالقدوة : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ( خذوا عني مناسككم )
د. انتهاج أسلوب ضرب المثل : سفينة المجتمع، مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن
هـ.انتهاج أسلوب المداعبة : لا يدخل الجنة عجوز
و. انتهاج أسلوب انتهاز المناسبة : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار
ز. انتهاج أسلوب الالتفات إلى الأهم : متى الساعة؟
ح. الاستشهاد بالأدلة والأمثال والقصص والأشعار.
الإقبال على الجلساء بحيث يشعر كل فرد من الحاضرين أنه يعنيه ويخصه ويقبل عليه روى عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: كان رسول اله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجه وحديثه على شر القوم يتألفه بذلك وكان يقبل بوجهه عليّ حتى ظننت أني أحسن القوم فقلت يا رسول الله : أنا خير أم أبو بكر ؟ فقال : أبو بكر، قلت يا رسول الله : أنا خير أم عمر؟ قال : عمر، قلت يا رسول الله أنا خير أم عثمان ؟ فقال : عثمان، فلما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم صد عني فوددت أنى لم أكن سألته
التأني في الكلام تقول عائشة رضي الله عنها : ” ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحدي كسردكم هذا، يحدث حديثاً لو عده العاد لأحصاه”. زاد الإسماعيلي, في روايته ” إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهماً تفهمه القلوب.
نبرات الصوت
نبرات الصوت وتفاعلها مع معاني الكلمات من أهم الوسائل في إيصال الرسالة إلى الآخرين، وقد تسمع كلاماً واحداً من شخصين مختلفين فتتفاعل مع أحدهما وتتأثر وتتحمس له غاية الحماس بينما لا يحرك فيك الآخر شعرة واحدة.
كما ينبغي الانتباه إلى الموازنة في الصوت و ذلك بان لا يتجاوز صوت الشخص مجلسه ولا يقصر عن إسماع الحاضرين ما لم يكن هناك حاجة إلى رفع الصوت.
أمور ينبغي مراعاتها عند الاتصال بالكلام
الاقتصاد في التحدث والكلام بالأهم فالأهم. الترفع عن الغلظة في القول والبذاءة في اللسان, ويقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم عندما وصفه الله ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ). ملاطفة الجلساء حتى لا يشعروا بالسأم ولا يدخلهم الفتور. قوة الملاحظة, والمقصود إدراك أحوال السامعين أثناء الحديث أهم مقبلون عليه فيسترسل في الحديث ويستمر أم معرضون عنه فيتجه إلى ناحية أخرى. طلاقة اللسان, وهذا لا يتأتى إلا أن يكون المتحدث ذا ثقافة واسعة وشاملة, و أن يكثر من المطالعات الأدبية مع التمرن والمراس.
يورد د. عوض القرني في كتابه “حتى لا تكون كلا” مجموعة من عيوب الاتصال بالكلام منها الكلام بسرعة فائقة لا تمكن المستمع من استيعاب كلام المتحدث، وقد وصف كلام أبلغ البشر عليه الصلاة والسلام بأنه لو عده العاد لاستطاع ذلك، ورُبَّما كرر الكلمة ثلاث مرات لتفهم عنه. الغمغمة في الكلام وعدم الوضوح في العبارة. الكلام على وتيرة واحدة، سواء كان الموقف يستدعي الضحك والفرح أو الحزن والبكاء أو الحماس أو الهدوء، وهذا من أسوأ عيوب الكلام الإغراق في الكنايات والمجازات والاستطرادات حتى تُنسى الحقيقة، ولا يعد السامع يعلم في أي موضوع يتحدث المتكلم بل قد ينسى هو موضوعه الذي يتحدث فيه ثم يقول للسامع : ما هو الموضوع الذي كنا نتكلم فيه ؟ حذار من تكرير بعض العبارات مثل : يعني،نعم، طبعاً.
تطيور أسلوب الكلام
لكي تكتسب القدرة على الكلام بنجاح استمع جيداً إلى المتحدثين المشهورين بالقدرة على التأثير في مستمعيهم وحاول تقليدهم في طريقتهم ابتداءً ثم اختط لنفسك طريقة خاصة بعد ذلك. اطلب من بعض من حولك أن يسجل كلامك بدون علمك ثم استمع إلى نفسك وانقد طريقتك في الكلام واطلب من غيرك أن يقيّمك. بعد كل مرة تعتلي فيها منبراً حاول تسجيل ما تراه من ملحوظات على كلامك ثم اجتنبها في حديثك القادم.
التعبير غير الملفوظ
كما أن الكلام وسيلة للتعبير وإيصال الرسالة للآخرين فهناك وسائل أخرى قادرة على تبليغ الرسالة منك لغيرك أو من غيرك إليك، وقد تكون هذه الوسائل أدق وأصدق في التعبير من الكلام, لأن الكلام يُمكن أن يكون خلاف الواقع أمَّا غيره فقد لا يستطيع الإنسان أن يكذب فيه وقد قال العرب قديماً : ( رُبَّ إشارة أبلغ من عبارة ) والتعبير قد يكون بالعيون، وقد يكون باليدين، وقد يكون بقسمات الوجه، وقد يكون بحركات الكتفين أو الرجلين أو الرأس بل قد يكون التعبير عن حالتك النفسية من خلال لباسك التعبير الأمثل بالعيون إذا أردت إيصال مرادك بعينك فاحرص على الأمور الآتية : أن تكون عيناك مرتاحتين أثناء الكلام مما يشعر الآخر بالاطمئنان والثقة في سلامة موقفك وصحة أفكار. تحدث إليه ورأسك مرتفع إلى الأعلى, لأن طأطأة الرأس أثناء الحديث يشعر بالهزيمة والضعف والخور لا تنظر بعيداً عن المتحدث أو تثبت نظرك في السماء أو الأرض أثناء الحديث, لأن ذلك يشعر باللاَّمبالاة بمن تتحدث معه أو بعدم الاهتمام بالموضوع الذي تتحدث فيه لا تطيل التحديق بشكل محرج فيمن تتحدث معه. احذر من كثرة الرمش بعينيك أثناء الحديث, لأن هذا يشعر بالقلق والاضطراب. ابتعد عن لبس النظارات القاتمة أثناء الحديث مع غيرك, لأن ذلك يعيق بناء الثقة بينك وبينه احذر من النظرات الساخرة الباهتة إلى من يتحدث إليك أو تتحدث معه, لأن ذلك ينسف جسور التفاهم والثقة بينك وبينه, ولا يشجعه على الاستمرار في التواصل معك, ورُبَّ نظرة أرثت حسرة.
التعبير بالوجه
كما يستطيع الإنسان أن يعبر بعينيه عما يريد ويستطيع أن يستكشف ما في نفوسٍ الآخرين من خلال التأمل في نظرات عيونهم فإنه يستطيع أيضاً أن يفعل ذلك من خلال تأمل قسمات الوجه سواء كان ذلك من بشرة الوجه أو شكل الشفتين أو حال الخدين أو الجبين فالتجهُّم والعبوس يقيم الحواجز بينك وبين الآخرين ولذلك عليك أن تتعلم كيف تسيطر على أفكارك ومشاعرك ليكون عبوسك حينئذٍ مقصوداً ومتحكماً فيه ويؤدي رسالة محددة في وقتها المناسب وأكثر مظاهر التجهُّم هو تقطيب الجبين وفلطحة الخدين وتكشير الأسنان بالإضافة لزم الشفتين وتقوس السفلى منهما مع جفافهما واسوداد البشرة وعموماً فهذه بعض الأفكار العامة حول قضية التعبير بقسمات الوجه. اجعل الابتسامة رسولك إلى قلوب الآخرين فهي مفتاح لأبواب النفوس كما أنها تجلب الراحة والهدوء للمبتسم نفسه وتبسمك في وجه أخيك صدقة. عندما تشعر أن الآذان قد أغلقت أمامك وتعطل استقبال رسالتك فعطر الجو بنكتة يتلوها ابتسامة.
حذار من الابتسامة الساخرة أو الباردة، فهي تحول بين الآخرين وبين الثقة فيك. حاول التعرف على ما في نفس الآخر من خلال رصد ابتسامته وملاحظة جبينه وحركات عينيه. حاول أن تعوِّد نفسك على أن تكون ابتسامتك وسيلة لإبلاغ رسالتك كما تريد وإن كانت مشاعرك خلاف ذلك. عوِّد نفسك على الاستمتاع بالطرائف المضحكة لتتعود على الضحك أحياناً.
error: Content is protected !!