حقيقة كيد النساء … “الحق محفوظ للكاتب”

قال رجلٌ لنسوةٍ: إنكنّ صاحباتُ يوسف!
فقلنَ له: فمنْ ألقاه في الجُبِّ؟!
فقال: ومن ألقاه في السِّجن؟!
كلّما مررتُ بسورة يوسف تساءلتُ: أيُّ الكَيْدينِ كان أشد وطأة على يوسف، كيد الرّجال أم كيد النّساء؟!
ألقَت النسوةُ يوسف في السّجن من فرط الحب، وألقاه الرّجال في الجُبِّ من فرط الحقد!
الكيد إذاً ليسَ حِرفة نسائيّة كما يظنُّ الرّجال، والحديثُ عن الكيد على أنّه شأنٌ أنثويّ تهمة ألصقها الرِّجال بالنساء، نتيجة فهم ذكوريّ للنَّص القرآني «إنّ كيدكنّ عظيم»!
الآية وإن كانتْ تُثبت وبشكل قاطع وجود الكيد في النّساء، فإنّ «ولا تقصُصْ رؤياكَ على إخوتك فيكيدوا لكَ كيداً» تُثبتُ بما لا يدع مجالاً للشكِّ أن للرجال حظاً وافراً من الكيد أيضاً!
وإذا كان كيدُ النّساءِ ممهوراً بالصِّفة «عظيم»، فإنَّ كيد الرّجال ممهورٌ بالمفعول المطلق «كيداً»، ومن فوائد المفعول المطلق كما يقول النُّحاة هو نفيُ المجاز!
خلقَ الله المرأة أرقّ من الرّجل في المشاعر، وأضعف منه في البِنية الجسديّة، ووضع الكيد فيها سلاحاً تُداري فيه رقّتها، وتعوِّضُ به فارق القوة بينها وبين الرّجل، وكل من يحمل سلاحاً ليس بالضرورة أن يستخدمه، فالرجل الذي يحمل مسدساً لن يطلق النار على كل من يلقاه!
الكيدُ ليس اختياراً أُنثوياً تُذمُّ عليه النساء، ليس مستحضر تجميل يضعنه بملء رغبتهنّ، هو فطرة الله التي فطر عليها الناس، والله لا يُذمُّ بشيء من خلقه، لأنه سبحانه لا يخلق إلا لحكمة، ويبقى خلقه حكمة ولو عجزنا عن إدراكها!
الكيدُ مرتبط بحسن التدبير بشكل عام، وليس مرتبطاً بالشر بشكل خاص، فالقادرة على الكيد عليكَ، قادرة على الكيد لك! هي سيفٌ بيدكَ أنتَ تختار إما أن تحارب به أو تغرسه في صدركَ! خديجة امرأة فلمَ لمْ نسمع عن كيدها، أليسَ لأنها وجدتْ رجلاً حوّل طاقة التدبير فيها له لا عليه!
الحيّة ملمسها ناعم، ولكن جرّب أن تؤذيها، ستُظهر لكَ سُماً سيُنسيكَ نعومتها، والنساء كذلك! والأمثال بعموم اللفظ لا بخصوص السبب!
عندما تشعر المرأة أنها أثاث في البيت، عندما تُهان بدل أن تُكرم، وتُضربُ بدل أن تُحضن، ستكيد وهي معذورة إذ تفعل! نحن نستخرج أجمل ما في النّساء، ونحن نُطلق أسوأ من فيهنّ، فتخيروا ما أنتم فاعلون !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!