وكالة سودان برس

sudanpress وكالة سودان برس

اشعار سودانية

“أغنية وقصة” “يا زمن” وقّف شويه!

كلمات : إبراهيم الرشيد أحمد
ألحان : عبد اللطيف خضر
غناء : إبراهيم عوض
يا زمن هي محصلة ثماني سنوات لعلاقة حُب بين الشاعر بإحدي الفتيات ولم يراها طوال هذه السنوات الثمان وكان يربطهم (التلفون فقط)
وفي كل المكالمات التى كانت بينهم لم تصدر منهم كلمة أحبك أو أريدك أو ما شابه ذلك إنما كان إحساس ومشاعر وعبارات صباح الخير و مساء الخير وحديث عام !! وفي ذلك الزمان التلفونات كانت نادرة جداً ولكن بحكم عمل الشاعر بالبوستة توفرت له وسيلة الإتصال وفتاته كانت من أسرة ميسورة الحال وكانت طالبة بكلية الاقتصاد جامعة الخرطوم وكانت تسكن بداخلية الجامعة وتشاركها الغرفة زميلة لها تعلم بقصتهم وقد طلب من صديقتها أن تتصل به لمقابلتها وفعلاً إتصلت به وإتفقا علي اللقاء بمكتبة العلوم بالجامعة وفكر الشاعر فى أن تكون كلمة السر بينهم (روزماري) لأنهم لا يعرفو بعض وهذه الكلمة مستوحاة من قصة ليالي الحُب في فيينا وفي الموعد المحدد وصل الشاعر الجامعة ودخل مكتبة العلوم وكانت مكتظة بالطلبة والطالبات ولكي لا يحدث جلبة وإزعاج كان يقترب من كل مجموعة ويقول (روزماري) وعندما سمعت الكلمة شهقت وهبّت واقفة وتقابلا وتعارفا، وعلم منها أن والدها شخصية كبيرة بالدولة وطلبت هى أن يتقابلو مرة أخري فرفض الشاعر وقال لها لو زرتك بالجامعة سوف أدخلك في مشكلة وأن مجتمعنا المحافظ لا يرحم وزعلت وعلم أن لديها إمتحان بعد يومين ودخلت الامتحان ورسبت وإتصلت به وقالت له إنت السبب فى رسوبي وتألم الشاعر جداً لهذا الموقف وبعدها علم إنها قد جلست للملحق ونجحت وذهب لها بالجامعة وقابلها، وبغضب قالت له : داير شنو ؟ فقال لها : أريد أن أعتذر لك عن عدم زيارتي لك فى المرة السابقة ، وطلب منها أن يخرجو، فإشترطت أن ترافقهم صديقتها وإستغل عربته الأوستن وإتجهو نحو شارع النيل ووقفو قبالة نادي الزوارق ولم يننزلو من العربة وفتح الأبواب وأخذا يتأملو في المناظر الخلابة … النيل وجزيرة توتي والاصوات السابلة وفي تلك الليلة كان القمر (قمر 14) وخيم الصمت عليهم والكلام.
غلبهم عديل والواحد ما قادر يقول شنو ويبتديء من وين !!
والقصة كلها خيط مربوط مع بعض ولم يجد أي تعبير غير إنهم يعاينو لبعض، ومن الساعة السابعة إلى الحادية عشر ما في واحد قال بغم وفجأة صديقتها قالت (الزمن سرقنا) وأرجعهم إلي الجامعة وفي نفس المكان صلي ركعتين لله وحاول أن يكتب لكنه لم يستطع وصلي العشاء برضو ربنا ما فتح عليهو بكلمة واحدة وقاد العربة وإتجه نحو كافتيريا (أتني) عند تقاطع شارع القصر مع الجمهورية وطلب ساندوتش وزجاجة بيبسي، وفرش المصلاية في الشارع وقعد يشحد في ربنا عشان يفتح عليهو بكلمة ورنّت في باله حكاية (الزمن سرقنا)
وحتى أذان الفجر كان يردد في كلمة الزمن وبعد أن صل الفجر إنطلقت الأفكار وقال (يا زمن وقف شوية) وبدأ يكتب دون توقف وأكمل كل القصيدة في تلك اللحظة ورجع البيت وبعد أن شرب شاي الصباح توجه نحو جامعة الخرطوم وهو يحمل القصيدة الوليدة وقابل الخفير وقال له أرجو أن تسلم هذه الورقة للطالبة فلانة …
هذه القصيدة فتقت في دواخله جروح عديدة ورحلت به إلى آفاق بعيدة لأن الشاعر أو المبدع زي الشايل كاميرا فوتغرافية أي منظر جميل بيصوره بأحاسيسه ومشاعره ليعرف الأبعاد والمسافات ويعرف العنوان وأغنية يا زمن وقف شوية كانت مفتاح الشهرة بالنسبة له ومفتاح معرفة بسر الغناء وقد غنّي الفنان إبراهيم عوض أغنية يا زمن لأول مرة سنة 1960م في حفل عام قبل أن يسجلها للإذاعة رسمياً … هكذا قال الشاعر إبراهيم الرشيد عن أغنية يا زمن وقّف شويه … نشوف النص:
يا زمن وقّف شويه
وأهدي لي لحظات هنيّه
وبعدها شيل باقي عمري
وشيل شبابي شيل عينيا
يا زمن رفقاً بحالي
وبي حبيب عمري المثالي
بي سعادتو وبي هناهو
وبي شرودي وإنشغالي
بي أحاسيسو ومشاعرو
وبكل خاطر في خيالى
يا زمن ما تبقي قاسي
نحن حققنا المُحال
نحن هدَّمنا وبنينا
ونسجنا في الخيال
ألف حيله لي لقانا
وألف حيله للوصال
يا زمن إنت جايى في النهايه جايى ما عارف البدايه
يا زمن جايى تجري و إنت ما عارف الحكايه
بين حبايب عاشوا فتره لى لقاهم أسمي غايه
يا زمن أرحم حبايب لسه في عمر الزهور
جُود عليهم بي دقائق قبل ما تعدِّي وتمُر
يملوا فيها الدنيا فرحه ونشوه من خمر السرور
كتب الشاعر إبراهيم الرشيد لإبراهيم عوض كذلك لو داير تسيبنا … أبقى ظالم … وسيم الطلعة … الزمان أشقانى مرة … لو مشتاق حقيقة … وأخريات له وللكثير من الفنانين الكبار … لله درك إبراهيم الرشيد الشاعر الجميل والرحمة والمغفرة للفنان الذرى إبراهيم عوض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!