تم اختيار المناضلة السياسية السودانية الجسورة الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم (78) لتنال جائزة ابن رشد للفكر الحر لهذا العام 2006، وذلك لدورها الرائد والفعال في تحرير المرأة علاوة على كفاحها الطويل من أجل العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية.
تعتبر السيدة فاطمة إبراهيم من أهم الشخصيات السياسية السودانية في القرن الماضي وحتى زماننا هذا، فقد بدأ نضالها من أجل المرأة وتحريرها قبل استقلال السودان (1956)، رأست مجلة صوت المرأة في عام 1955 وكانت رئيسة للاتحاد النسائي السوداني الذي لعب دوراً هاماً في الإطاحة بحكم الفريق عبود (1964 ـ 1958)
وفى العام 1965 دخلت السيدة فاطمة إبراهيم البرلمان السوداني الديمقراطي كأول نائبة برلمانية سودانية أفريقية عربية. واستطاعت من خلال البرلمان أن تحقق للمرأة السودانية الكثير من المطالب وتضمينها في الدستور وذلك مثل حرية اختيار المهنة، والأجر المتساوي للعمل المتساوي، والمساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي والحق في عطلة الولادة مدفوعة الأجر، كما أنها كافحت من أجل تحديد سن الزواج ومنع الزواج الإجباري وإلغاء قانون بيت الطاعة.
أعدم النميرى زوج السيدة فاطمة إبراهيم وهو القائد النقابي الشهير الشفيع أحمد الشيخ الأمين العام لإتحاد نقابات السودان وقتها والحاصل على وسام لينين للطبقة العاملة، وزج النميرى بالسيدة فاطمة في السجن ووضعها تحت الإقامة الجبرية لأكثر من عامين ونصف، وواجهت النميرى أكثر من مرة بالهتافات المعادية لحكمه رغم تهديده لها بالسجن المؤبد. وواصلت السيدة فاطمة نضالها في المنفى من أجل حقوق الإنسان، واختيرت رئيسة للإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في عام 1991، وفى عام 1993 حازت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
السيدة فاطمة هي الشقيقة الصغرى للعم الوزير المتمرد مرتضى أحمد إبراهيم، والكبرى للشاعر المخضرم الراحل المقيم صلاح أحمد إبراهيم.
سوف تستلم السيدة فاطمة شخصياً الجائزة في برلين في يوم 8 ديسمبر 2006. ولمزيد من التفاصيل أرجو الاتصال بالزول وكل عام وأنتم بخير.
مقالات عبدالله شريف>>
error: Content is protected !!