قال وزير العمل بولاية الخرطوم د. “يحيى مكوار” لدى مخاطبته المجلس التشريعي للولاية أمس الأول، إن وزارته ستنظم (حملات تفتيش) على البيوت في مدن العاصمة الثلاث مطلع الشهر القادم للبحث عن (العاملات الأجنبيات) بالمنازل وضبط المخالفات، ومنع تشغيلهن إلا بعد استخراج تراخيص لهن وبطاقات معتمدة من وزارته بالتنسيق مع مكاتب الاستقدام !!
قبل أكثر من عام، أعلنت شرطة الأجانب عن حملات لضبط عاملات المنازل والعمالة الأجنبية بصفة عامة، وفتحت باب التسجيل واستخراج بطاقات مؤقتة لهم بعد دفع الرسوم المقررة طبعاً .
صفوف طويلة وإجراءات عقيمة بعدد من أقسام الشرطة شهدت الإجراءات السلحفائية لتسجيل وتصوير الأجانب وغالبيتهم العظمى من أهلنا الأحباش سواء قدموا من “إثيوبيا” أو “إريتريا”.
وأذكر أنني اصطحبت العاملة طرفنا إلى مركز الشرطة لأن المسكينة الصغيرة عجزت لأكثر من أسبوع عن الوصول إلى داخل المكتب المخصص للإجراء رغم أنها تقصد المركز بعد صلاة الفجر مباشرة !!
المهم .. احترم ضباط وضباط صف الشرطة المباشرون للعمل اهتمامي بأهمية تسجيل العاملة، والنيل لنداء الشرطة، والتزامي بالحضور بنفسي لتأكيد وتوثيق المعلومات المطلوبة. ثم طلبوا منا الحضور بعد (أسبوع) لاستلام البطاقة، لكننا وللحقيقة استلمناها بعد (شهر) كامل !!
الآن .. تريد وزارة العمل بولاية الخرطوم أن تكرر ذات المشهد البيروقراطي (البايخ) بالتعاون مع مكاتب الاستقدام التجارية، والهدف بالتأكيد ليس تقنين الوجود الأجنبي بالبلاد، فهذا عنوان مضلل ولافتة كذوبة، إذ أن أسماء وصور وعناوين الغالبية العظمى من عاملات المنازل موجودة بسجلات وكمبيوترات شرطة الأجانب التابعة لوزارة الداخلية، لكن الهدف من التدخل الجديد هو تحصيل رسوم جديدة وثابتة من (الشغالات) لصالح وزارة العمل المحترمة، وتشغيل مكاتب الاستقدام (الما شغالة) !!
أرجو أن تتفرغ وزارة العمل لضبط إيقاع (الخدمة المدنية) بوزارات ومؤسسات الولاية .. ومراقبة ومحاسبة المتسيبين من العمال والموظفين .. بدلاً من ضبط (الشغالات) .
قال حملات في البيوت .. قال !!
الحملات دي بإذن من النيابة ولا ساكت كدا ؟!
بالمناسبة النيابة – ذاتا – بقت ما عندها حق تدي إذن لاقتحام البيوت .. الإذن بقى عند المحاكم والقضاة بس .
وبالتالي يحق لكل مواطن اقتحم منزله مفتشو وزارة العمل ولو تحت حماية الشرطة، أن يقاضي وزير العمل بولاية الخرطوم و(يجرجره) هو وموظفيه وشرطتهم في المحاكم، ومن ثم المطالبة بتعويض مجز جراء الأضرار النفسية والمعنوية البالغة التي لحقت بالأسرة عامة وبالأطفال خاصة .
عزيزي الدكتور “يحيى مكوار” .. شوفوا ليكم شغلة أحسن من كدا . . والشغالات ديل أقبضوهم في المطارات والموانئ البحرية والبرية ومنافذ الدخول والخروج على الحدود .. لكن ما عندكم حق تخشوا البيوت.
الهندي عزالدين
error: Content is protected !!