ﻻ أظن قرائي الكرام نسوا التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء الأثيوبي لصحيفة “السوداني” قبل أيام حين فجعنا بخبر أن استثمارات رجال الأعمال السودانيين تأتي في المرتبة الثانية من حيث الضخامة في أثيوبيا، مضيفاً أن عددهم بلغ 500 مستثمر، لكن الحقيقة أن العدد تجاوز ذلك الرقم بكثير وأن رؤوس الأموال السودانية بلغت حوالى الخمسة مليارات دوﻻر فواحر قلباه.
أثيوبيا التي يعمل الملايين من مواطنيها في دورنا استطاعت أن تنهض بمعدﻻت نمو تعتبر من الأكبر في أفريقيا بينما نحن نعجز عن استبقاء أو إقناع السودانيين بأن يستثمروا أموالهم في بلادهم ناهيك عن جذب رأس المال الأجنبي للسودان الطارد حتى لأبنائه .
أقسم بالله أن أحد رجال الأعمال السودانيين الذين أثق فيهم قال لي إنه حصل على معلومة من الغرفة التجارية بمدينة دبي تفيد بأن السودانيين اشتروا خلال الأشهر الخمسة الماضية شققاً في تلك المدينة بمبلغ ألف ومائتين مليون دوﻻر .
للأسف ﻻ أحد يدري كم هي المبالغ الدوﻻرية التي تم نقلها لشراء عقارات أو استثمارات في دول أخرى مثل مصر التي هربت إليها كثير من الأموال السودانية.
ﻻ أريد أن أتحدث عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمسك بخناق السودان الآن، فهذا أصبح من نافلة القول، فكم من مصانع أغلقت وشركات تجارية غادرت البلاد بحثاً عن ملاذ آمن خارج الحدود.
الدوﻻر الذي يضغط على رقبة الاقتصاد السوداني جراء شحه القاتل وضعف الإنتاج الذي يضاعف من تداعيات الأزمة الاقتصادية وارتفاع الضرائب الذي تضطر الدولة إليه لمواجهة الأزمة كل ذلك زاد الطين بلة وفاقم المشكلة.
لست أدري هل تعلم الدولة بما يجري الآن من تحوﻻت خطيرة على الوضع الاقتصادي، وهل من معالجات أم أننا ننتظر السماء تمطر علينا ذهباً؟ وفضة؟
اللهم لا شماتة!!
“نائب عام العسكر”، هكذا لُقّب النائب العام المصري المستشار هشام بركات، الذي تحول إلى أحد أهم أذرع الانقلاب العسكري الذي يبطش بها بمعارضيه. ومنذ توليه منصبه في 2 يوليو 2013، شهدت مصر أكبر عدد من حالات الاعتقالات السياسية، تخطت 50 ألف معتقل في السجون.
بركات، الذي تم اغتياله، صباح أمس الأول الاثنين، عقب تفجير موكبه، وفشلت كافة محاولات إنقاذه، بدأ مشواره في “خدمة العسكر” بأكبر مذبحة إنسانية في العصر الحالي، بعدما تمكن من إصدار إذن للقوات المسلحة والشرطة بفض اعتصامي رافضي الانقلاب العسكري في رابعة العدوية والنهضة. وبالفعل نفذ الإذن في 14 أغسطس 2013، ونتج عنه أكبر مذبحة في العصر الحديث لمتظاهرين “سلميين”، وصل عدد الضحايا فيها، وفقاً لرصد منظمات حقوقية ومراقبين، إلى نحو 3 آلاف شهيد، وأكثر من 10 آلاف مصاب.
لم يكتف بركات بالتصديق على إذن عملية “الفض”، إذ أحال نحو ألف متظاهر من المعتصمين في الميدانين، معظمهم من ذوي المجنى عليهم، والذين يحملون درجات علمية كبيرة، وأئمة مساجد إلى المحاكمة، في قضيتي فض اعتصامي رابعة والنهضة.
كما شارك في عملية تقديم الاتهامات للرئيس المصري المعزول الدكتور محمد مرسي وقيادات جماعة “الإخوان المسلمين”، في قضية هروب المساجين من “وادي النطرون.”
بركات من مواليد 21 نوفمبر 1950، وحصل على إجازة الحقوق عام 1973، والتحق بالعمل، في ديسمبر عام 1973، كمعاون في النيابة العامة، وتدرج في مواقع مختلفة بالعمل في النيابة على مستوى النيابات المصرية، ثم انتقل للعمل القضائي في المحاكم المختلفة، حيث تدرج حتى وصل إلى محاكم الاستئناف، التي تدرج فيها أيضاً بجميع الدوائر الجنائية المختلفة، لينتقل بعد ذلك إلى النيابة العامة مجدداً.
ويتهم المعارضون المصريون بركات، بأنه تسبب في وفاة أكثر من 150 معتقلاً في السجون، نتيجة رفضه نقلهم للعلاج في المستشفيات إثر تدهور حالتهم الصحية، رغم تقديم مئات التظلمات والطلبات إليه.
قد تعجب أن يقوم هذا النائب العام بشرعنة سفك دماء الآﻻف من أطهر رجال مصر ونسائها، وبسجن قيادات الأخوان، بل وبشرعنة الحكم بإعدام الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي وعشرات من القيادت الأخرى، مع تبرئة حسني مبارك وزمرته ، لكن العجب يشتد أكثر حين يقوم رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر بتشبيه رئيس مصر الجديد الجنرال السيسي ووزير داخليته السابق اللواء محمد إبراهيم واللذين قتلا الآﻻف في ميدان رابعة وميدان النهضة.. تشبيههما بنبيي الله تعالى موسى وهارون، بل قوله عنهما – فض فوه ودمر تدميراً – إنهما مرسلان من عند الله كما أرسل موسى وهارون!
بالله عليكم، أليس باطن الأرض خير من ظاهرها؟، أن ينحط من يفترض أنهم علماء يدرسون طلاب جامعة الأزهر وما أدراك ما الأزهر إلى هذا الدرك السحيق؟.
السيسي الذي لم يجد غير يسرا والهام شاهين وغيرهما من الفنانات والممثلات ليصحبنه في رحلته إلى المانيا، عند هذا (الشيخ) نبي مبعوث من عند الله تعالى، فأي انحطاط بلغته مصر تحت حكم رئيسها الجديد؟.
المهندس الطيب مصطفي
error: Content is protected !!