بعد أن عقدت في القاهرة أمس الأول قمة جمعت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بحثت في «العلاقات الثنائية وجهود مكافحة الإرهاب في المنطقة وترتيبات القمة العربية» التي تستضيفها مصر نهاية الشهر المقبل. وخلصت إلى «اتفاق على تعميق التعاون العسكري» .. ونقل البيان المصري عن السيسي «تقديره لمواقف المملكة الأردنية المُشَرفة والمساندة لمصر، لا سيما في حربها ضد الإرهاب، وهي المواقف التي تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين»، ونقل عن العاهل الأردني «تأكيد موقف بلاده الثابت إزاء مصر، وتضامن بلاده الكامل ومساندتها لمصر في مختلف الظروف» .. وأوضح أن القمة «ناقشت مكافحة الإرهاب في المنطقة واتفقت رؤى الجانبين على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية… وفي إطار تعميق التعاون العسكري والأمني بين البلدين تم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل من الجانبين لوضع إطار مشترك لمواجهة التحديات الإقليمية» .. قبل أن تعلن تعلن الرئاسة المصرية أمس أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيزور السعودية الأحد المقبل للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف واعتبروا «الزيارة مناسبة للبحث في مستجدات الأوضاع والقضايا الإقليمية، لاسيما في تدهور الأوضاع في اليمن وضرورة تداركها، تلافياً لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر» .. وأضافوا أن «الرئيس يولي اهتماماً خاصاً للتواصل والتنسيق المشترك بين البلدين، في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية وسعي بعض الأطراف والجماعات المتطرفة إلى استغلال الفراغ الذي خلفه الاقتتال الداخلي وحال الضعف في بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار شعوب المنطقة ومستقبلها» .. وأوضحوا أن «القمة العربية المقبلة ستكون ضمن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الزيارة، خصوصاً أن الوضع الحالي يتطلب تفويت محاولات بث الفرقة والانقسام كافة بين الدول العربية، والتكاتف في ما بينها لمواجهة المخاطر المتسارعة التي تتعرض لها المنطقة العربية» .. ولكن ،، فقد قررت نيابة شرق القاهرة الكلية، الخميس، حبس ضابطي شرطة بقطاع الأمن الوطني، بتهمة تعذيب محامي حتى الموت داخل قسم شرطة المطرية، أثناء مناقشته حول واقعة ضبطه بأسلحة ومتفجرات ومواد حارقة، وعلاقته بإحدى الخلايا الإرهابية، كما استمعت النيابة لـ9 ضباط بالقسم بينهم المأمور ورئيس المباحث، حول واقعة ضبط المتهم ووفاته داخل القسم .. وانتقل فريق من النيابة العامة، ضم كلا من المستشار زكريا عبدالعزيز، المحامي الأول لنيابة الاستئناف، وبكر أحمد بكر، رئيس نيابة شرق القاهرة الكلية، وماجد إسكندر، مدير نيابة المطرية، وتم إجراء معاينة للقسم وسؤال المتهمين المحجوزين، الذين أكدوا عدم رؤية المتهم المتوفى، واستمرت التحقيقات مع الضباط والمتهمين في الواقعة 18 ساعة متواصلة .. وانتقلت النيابة لمشرحة زينهم، وتمت مناظرة الجثة وتبين وجود كدمات متفرقة بالجسم وتجمعات دموية بالصدر والرقبة والوجه، وطلبت تشريح الجثة وإعداد تقرير حول سبب الوفاة .. وأوضحت تحقيقات النيابة، التي باشرها المستشار بكر أحمد بكر، رئيس نيابة شرق القاهرة الكلية، أن النيابة بدأت تحقيقاتها مع المحامي المتوفى بتهمة حيازة أسلحة ومواد حارقة، وتم حجزه بقرار من نيابة المطرية لحين ورود تحريات الأمن الوطني، وأن ضباط القسم أكدوا في تحقيقات النيابة أن ضابطي أمن وطني برتبة مقدم ورائد، استجوبا المتهم المتوفي في غرفة مجاورة للحجز، عقب عودته من النيابة مباشرة، ثم انصرفا، وبعد ساعات فوجئ ضباط القسم بإصابة المتهم بحالة إعياء ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى المطرية، ووجهت لهما النيابة العامة تهمة التعذيب والاعتداء على المتوفى .. وقالت التحقيقات إن المتوفى يدعى كريم حمدي محمد، محامي، ألقي القبض عليه مع آخر جزار منذ يومين، لاتهامه بحشد وتنظيم المسيرات والتعدي على قوات الشرطة باستخدام أسلحة نارية، وضُبط بحوزتهما بندقيتان آليتان و200 طلقة وفرد خرطوش و2 كباس خرطوش و3 أسلحة بيضاء وبنزين و5 أقنعة سوداء .. قبل أن تستأثر قصة «كلب الأهرام» باهتمام لافت ومُستحق في مصر، بعدما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط مصور يُظهر بشاعة وعنفاً مُفرطاً في قتل الكلب بالأسلحة البيضاء وهو مُقيد، ما أثار اشمئزازاً وامتعاضاً لدى غالبية من شاهدوه لقسوة القتلة .. والقصة في تفاصيلها مُثيرة للشفقة على الكلب والترحم على إنسانية البشر، فالكلب الذي انتصر لصاحبه خلال مشاجرة خانه الأخير حين سلمه لخصومه ليقتلوه أملاً بالنجاة من مشكلة .. وانتفضت جمعيات حقوق الحيوان غضباً لهذا المقطع، وقدمت طلبات للتظاهر احتجاجاً قبلتها وزارة الداخلية، وانهالت محاضر الشرطة ضد «الجناة» في محاولة للضغط من أجل توقيفهم، وهو ما تم أمس، إذ ألقت الشرطة القبض على جزارين وعاطل أمرت النيابة بحبسهم لمسؤوليتهم عن قتل الكلب الذي اتضح أنه عُذب وقتل لذنب بشر، فصاحبه كان تشاجر قبل 4 أشهر مع أحد جيرانه، ولما تكاثر الخصوم عليه، وكادوا يفتكون به، أطلق عليهم كلبه الوفي فخلصه من أيدي خصومه، بعدما عض 8 منهم .. وبعد تلك الواقعة اضطر صاحب الكلب إلى ترك منزله خشية الفتك به، حتى تدخل الوسطاء، وأحدهم مُرشح في انتخابات البرلمان المقبل، فحكموا في «جلسة عرفية» بأن قتل الكلب كفيل بإنهاء الخصومة. والجلسات العرفية دارجة في إنهاء الخصومات بين المصريين، وهي لا تخضع إلى أي قوانين ولا إلى سلطة الدولة، بل إلى أمزجة المُحكمين .. وإبراء للذمة، سلم صاحب الكلب رفيقه الوفي إلى زميل آخر كي يقتله خصومه الذين أظهروا قسوة مُفرطة، فحرصوا على تصوير جريمتهم، بعدما ربطوا الكلب في عمود إنارة، وأنهالوا عليه بالأسلحة البيضاء، قبل أن يذبحه أحدهم بعدما خارت قواه جراء النزف، في مشهد عكس مدى العنف الذي استشرى في المجتمع حتى تجاه الحيوان، إذ كان لافتاً أن الواقعة تمت وسط حشد من بشر لم يهتموا إلا بتصويرها بهواتفهم المحمولة .. فحصد الكلب تعاطفاً كبيراً، إلى أن اصطاد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في ماء الواقعة العكر، فنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً عدة لجنود يرفعون صخوراً لإنقاذ كلب حُشرت رأسه بينها. وقال أدرعي في تعليق على الصور بدا أنه «مُعايرة» للمصريين: «الصداقة الحقيقية ليست بطول السنين، بل بمساعدة ووفاء. خلال دورية روتينية على الحدود الشمالية رصد جنودنا كلباً وهو محاصر بين الصخور ما دفعهم إلى إنقاذه فوراً لأن الإنسانية ليست ديناً، إنما رتبة يصل إليها بعض البشر، ويموت آخرون من دون الوصول إليها» .. وفجّرت كلمات الناطق الإسرائيلي التي بدت غمزاً مبطناً من قصة الكلب في مصر، تعليقات عربية منتقدة في معظمها لسياسيات جيش الاحتلال الذي يُفاخر متحدثه بإنقاذ كلب، فيما تدهس آلته العسكرية البشر. ونشر مُعلقون على تدوينة أدرعي مئات الصور لضحايا اعتداءات إسرائيل المتكررة على قطاع غزة .. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي :- لا زالت مسرحيات –الرائع جداً / موسى شيخ الربع- بمسارح كردفان –عالقة بذاكرتي- وأختار منها الأثناء “أن أحدهم أتى بكلبه من برطانيا إلى السودان قبل أن ينفق بقريته –فأقام له سرداق عزاء- ولما علم بذلك –عمدة المنطقة- قام بإستدعائه ،، فما كان منه إلا وأن قال له –تعرف يا جناب العمدي إول البارحات أنا حلمت إنو كلب جاني في المنام وشكرني على المأتم الذي ضاهي مأتم أترابه بأوربا بس عاب علي إنو أنا ما إتصدقت ليك بعد الصدقة على روحه الطاهرة- فما كان من العمدة إلا وأن قال له –الفاتحة لروح المرحوم وبعدين هو إسمو شنو وعمرو كام- !!” .. إذاً –تنبه للخطر الذي يحدق بك لكن دون أن تهرب منه / Warn of the danger staring you but without flee from him – وعلى قول جدتي :- “دقي يا مزيكا !!”.
خروج :- جاء في الأخبار أنه : (( بعد إعلان البشير أن حكومة رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني هي الجهة الرسمية الوحيدة التي يجب التعامل معها في ليبيا، أعلن الأخير قراراً برفع الحظر عن دخول السودانيين إلى بلاده، لاغياً قراراً سابقاً كانت أصدرته وزارة الداخلية الليبية مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي، قضى بمنع دخول حاملي الجنسيات السورية واليمنية والفلسطينية والسودانية من دخول الأراضي الليبية – إنتهى )) .. فما وثقناه –بطرابلس وبنغازي ومصراتة وسرت- أبان أحداث الثورة الليبية –أقصد النكسة الليبية / يا عبد الله زكريا وسليمان الأمين- وإرهاصات ما تلا ذلك بعد تصريحات –الخارجية السودانية المتناقضة / اْنذاك- و –نحن ردينا الصاع صاعين / بعداك- نحذر بـ “أن عقلية –بعض- الليبيين تجاه أشقاءهم السودانيين لم تراوح مكانها بعد –ولم نزل نرصد الموقف بالسلوم- !!” .. لذلك فلا مناص من تحذير –بني جلدتي / من السفر- لأن الموقف لم يك مواتياً بعد .. فأصبروا على عدم السفر ومهماً كان لسان حالكم “عرفت حياة كانت تلبس ثياباً ممزقة لا تقدر أن ترتقها أية إبرة !!” .. ألا هل بلغت ،، اللهم إني قد بلغت .. اللهم فأشهد ،، ولن أزيد .. والسلام ختام.
د. عثمان الوجيه / صحفي سوداني مقيم بالقاهرة : drosmanelwajeeh@gmail.com – 00201158555909
error: Content is protected !!