وكالة سودان برس

sudanpress وكالة سودان برس

ثقافة عامة

المراهقة المتأخرة للرجل

 يمر الإنسان خلال مراحل نموه بمراحل عمرية مختلفة تختلف معها احتياجاته، تبدأ بالطفولة ثم المراهقة ثم الشباب والنضج وأخيرا الشيخوخة، وبينما ينتقل البعض من مرحلة لأخرى بسلاسة يكون هذا الانتقال لدى البعض الآخر مصحوباً بأزمات تتفاوت في شدتها وأعراضها بحسب قدرة الإنسان على استقبال مرحلة جديدة من حياته والتكيف مع طبيعتها ومظاهرها، وتكمن الصعوبة في أن التغييرات تكون داخلية كإحساس الإنسان بنفسه، وخارجية حيث قد تتغير نظرة الآخرين له. فالمراهقة المتأخرة للرجل تظهر فى تصرفاته وطريقه حياته من لبس وغيره حتى يظهر فى مظهر الشاب الانيق، وتكون المراهقة المتأخرة احيانا معاندة وتحدياً للتقدم فى العمر، فيحاول المراهق الكبير ان يعيش عالمه الخاص مثله مثل ابنائه. ويرى النفسيون ان من اسباب المراهقة المتأخرة للرجل عدم التوازن الداخلى والفراغ العاطفى، وتكون نتيجة للطفولة المضطربة والاخفاقات المختلفة العاطفية والاجتماعية «الملف الاجتماعى» اجرى استطلاعاً عن المراهقة المتأخرة للرجل واسبابها وختمها برأى علم النفس وخرج بالآتى:
السبب عدم اهتمام الشريك
الدكتور أمين علي «مدرب تنمية بشرية وممارس إرشاد أسري» ابتدر حديثه وقال: ان المراهقة المتأخرة للرجل تحدث عادة للتعويض عن حرمان تم فى الماضى بسبب الظروف الاجتماعية، فيلجأ كبير السن للتعبير بتغيير اللبس واسلوب الحياة مواكباً لنفس تصرفات الاعمار التى كان فى الماضى يتمنى ان يفعل مثلهم او يتجه لاقامة علاقات عاطفية جديدة نتيجة عدم استقرار حياته الاجتماعية الحالية او تحقيقاً لرغبات لم يكن يستطيع فعلها فى السابق. وختم دكتور امين افادته وقال: قد تكون المراهقة المتأخرة عبارة عن معاندة وتحد للتقدم فى العمر، فيتم اللجوء لهذه الافعال.
عصام الدين محمد شيخ إدريس «موظف ومغترب بدولة الإمارات» قال: ان المراهقة المتأخرة للرجل لها اسبابها، فهى فى كثير من الاحيان ناتجة عن احساس الرجل بفراغ عاطفى فى حياته مما ينعكس فى تصرفاته، فنجده يلبس ملابس قد لا تناسب عمره ليظهر بمظهر الشاب الانيق، وتكون نتيجة عدم اهتمام الشريك به مما يجعله فى ضغط نفسى فيحاول ان يظهر انه مازال مهما حدث، فنجده يحاول ان يقيم علاقات عاطفية مع فتيات قد تكون اعمارهن فى عمر بناته، فيحاول ان يجاريهن. وقد يكون السبب نفسياً بحتاً، بمعنى ان يكون السبب احساس الرجل بأن عمره تقدم، وهذا الإحساس عادة يكبر كلما تقدم الرجل فى العمر فيكون سبباً فى ان يحاول ان يقنع نفسه والآخرين بانه مازال شاباً، وان عاطفته لم تنضب، فنراه يركز فى أغلب اهتماماته على العطور والملابس والأحذية، وهذا ليجذب اليه الجنس اللطيف بحسب ما يعتقد، فنراه يأتى بتصرفات صبيانية يستنكرها المجتمع لكنه لا يشعر بها ويراها من وجهة نظره طبيعية وحقاً من حقوقه وخطاً أحمر لا يجب تجاوزه.
يؤثر نفسياً على أبنائه
فائقة الطيب «خريجة» قالت: ان المراهقة المتأخرة هى اشكالية كبيرة بالنسبة للرجل، وقد تتسبب فى مضايقة الفتيات، وقد يجد المراهق الكبير من يهتم به من الفتيات من اجل استغلاله ماديا وهو يرى غير ذلك، وعلى الاسرة اذا احست بذلك والابناء التقرب منه ومصادقته وعدم توجيه النقد المتكرر له، فلدينا جارة لنا يعاني زوجها من هذه الاشكالية فتأثرت جداً من ذلك وقررت الطلاق، لكن تدخل الابناء وحكمتهم حدت من ذلك .
الدكتور محمد قور حامد «اعلامى» قال فى حديثه لـ «الانتباهة»: فى اعتقادى ان المراهقة المتأخرة عند كبار السن ليست حالة بيولوجية، فقد تكون ظاهرة لاسباب معينة. وهنا تحدث تغيرات فيزيولوجية وفى اعتقادى تحدث عند بعض كبار السن وتنتهك كراماتهم، ومثل هؤلاء تظهر عليهم فى شكل تعاملهم مع الجنس الآخر، كأن يعمل احدهم على تزييف شكله واصباغ شعره وحتى قصات شعره وكذلك الازياء، ولكن قد اجد حرجاً اذا قلت ان هذا المراهقة يأتى بها كبير السن لاسباب للظاهرة، فقد تكون نتيجة لاسباب عدم تكافؤ فى الزيجات، وتحدث للطرف وتجرفه فى اتجاه مغاير، وقد يقود ذلك الى انحراف فى السلوك والاخلاق، واحيانا تكون الزيجة ناجحة وتنعكس تصرفات المراهق الكبير داخل اسرته، ويستغرب الابناء كذلك فى تصرفاته فى اللبس وغيره، ويؤثر ذلك نفسياً على ابنائه.
العمر من وين بشترو
وبحسب الطبيب النفسى المعروف بروف على بلدو فإن المراهقة المتأخرة التى انتشرت لدى كبار السن لديها اكثر من مظهر، حيث يمكن ان تكون فى شكل سلوكيات مثل لبس الملابس غير اللائقة والتبرج واستخدام المساحيق والعطور بصورة غير مقبولة للظهور بشكل اصغر وايهام الآخرين بخلاف الواقع، وكما يمكن ان تكون فى شكل اهتمامه مثل الالعاب الصبيانية وارتياد الاندية الخاصة باليافعين واستخدام ادوات او آلات او موديلات معينة يكثر استخدامها لدى الشباب. ويواصل بروف بلدو فى افاداته قائلاً: ان الامر لا يتوقف عند هذا الحد بل يتعداه الى التصرفات غير المقبولة والسلوكيات غير اللائقة مثل التحرش والملاحقة والاعتداءات، بحيث تغلب على سلوك كبير السن بصورة ملاحظة، وتكون اكثر ذلك بحسب بلدو المشكلات الاجتماعية والنزاع مع القانون واهتزاز الثقة فى الاسرة وتهتك النسيج المجتمعى، حيث نجد ان الطفولة المضطربة والاخفاقات المختلفة العاطفية والاجتماعية جنباً الى جنب مع المشكلات الاسرية، وعدم القدرة على الاشباع العاطفى والخوف والرغبة فى تعويض الفرص، فكلها تدفع الشيخ المراهق الى ولوج هذا الباب الذى مر من عبره الكثير والكثيرات ومازال مفتوحاً على مصراعيه.
أفراح تاج الختم
صحيفة الإنتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!