في أخبار دولة الإمارات أن الهيئة الخاصة بالصيدلة، أجازت في اجتماع الأسبوع الماضي تسجيل أكثر من (200) عقار جديد وصرحت باستعماله!!
في السودان عندنا يظل مجلس الصيدلة والسموم يتباطأ في إجراءات تسجيل الأدوية بما فيها الأصناف المصنعة بواسطة شركات تمثل استثمارات أجنبية داخل البلاد. ولا بد لنا ونحن نتحدث عن الاستثمار في صناعة الدواء بالسودان أن نرفع القبعات تحية إجلال لمصنع (تبوك) السعودي بالخرطوم . . لا أعرف من هو مالكه ومديره وأين يقع بالضبط، لكنني أعرف منتجاته واستخدمها بسعر يعادل (ربع) سعر المنتجات (الأردنية) والأخرى المستوردة من الخليج، وبذات الجودة، (وأسأل مجرب ولا تسأل طبيب) . . وشخصي الضعيف مجرب كبير.
السؤال: لماذا تتعمد الكثير من مجالسنا (المهنية) والعلمية بالإضافة إلى موظفي إدارات الاستثمار ومسؤولي الجباية في بعض (المحليات) تعويق وتعطيل أعمال المستثمرين الوطنيين والأجانب، ما دفع المئات إلى نقل مشروعاتهم ومصانعهم إلى جارتنا إثيوبيا، باعتراف وتأكيد وزير الاستثمار؟! ولماذا تمارس هذه المجالس بيروقراطية عقيمة في إجراءات التسجيل، سواء لأدوية بشرية أو بيطرية أو مبيدات حشرية، أو أسمدة؟!
حدثني أحد السودانيين المقيمين في ألمانيا أنهم أرسلوا للخرطوم عينات من سماد مطور أجريت عليه أبحاث بين النمسا وألمانيا، ويستخدم في الزراعة بهاتين الدولتين العظميين، وقد أكدت التجارب أنَّ مقداراً محدداً من (بودرة السماد) يخلط في برميل ماء ثم يرش على التربة يؤدي إلى زيادة الإنتاجية أربعة أضعاف!!
هذه المادة المهمة جداً من مدخلات الإنتاج المجازة علمياً في أوربا، رفض المجلس المختص تسجيلها والسماح بتوريدها رغم توفر المستندات العلمية اللازمة!!
وقد منعوا أو عوقوا دخول هذا الصنف من السماد لبلادنا، إما لأنهم أكثر علماً من السادة (الألمان) وأكثر حرصاً منهم على التربة، بمختلف أنواعها، حسب الورق الخاص بهذا المادة!!
أو لأنهم لا يريدون منافساً لنوع معين من السماد يستورده زيد أو عبيد أو إكس أو أي من الشركات، من الصين أو غيرها.
ذات الشيء ينطبق على الأدوية البشرية التي اعتمدت الإمارات العربية (200) صنف منها الأسبوع الماضي، بينما تسجيل اسم عقار واحد في السودان يتم بعد (خراج روح) لأنهم دقيقون جداً . . وحريصون جداً جداً!!
لا أظن أن سماداً يستخدم في أوربا وأكدت أبحاثهم صلاحيته للتربة في مناخاتنا ومناخاتهم، يحتاج إلى كثير (لولوة) وفلسفة وادعاءات من جهات سودانية، لا معامل لها ولا أجهزة ولا يحزنون .. وكذا الحال بالنسبة لأي نوع من الأدوية موجود في الصيدليات بأي دولة أوربية، فلا حاجة لوفد صيدلاني سوداني ليزور مصنعاً في سويسرا ليؤكد التزامه بمواصفات الجودة العالمية!! مجرد ورق وشهادات وتأكيدات من السفارة الأوربية المعنية بالخرطوم وسفارتنا هناك وانتهى الأمر!! فهل يعقل أن يحدد وفد علمي سوداني عدم مطابقة منتج (أوربي) أياً كان، سماداً أو حتى مزيل عرق، للمواصفات ومعايير الجودة. . طيب ليه ما يعملوها ؟!!
رجاء سادتي . . لا تعوقوا مصالح البلاد والعباد.
المجهر السياسي
error: Content is protected !!