ملأت السيدة “مريم الصادق المهدي” كريمة زعيم حزب الأمة القومي ونائبته (بقرار صادر عنه اطلع عليه بقية نوابه في صحفنا)، ملأت فضاء الأسافير وشبكات التواصل الاجتماعي (مناحات) متبوعة بعويل جوقتها من مناضلي (الكي بورد)، هتيفة زمن العبث، منظمي (زفة) الرئيس الكيني إلى قفص الاستعمار في محكمة (لاهاي) كفصل (بايخ) في مسرحية هزلية سيئة الإخراج والإنتاج، وذلك رداً على مقالنا: (الصادق المهدي.. وا أسفاي.. وا مأساتي.. وا ذلي)!!
ما سودته يد “مريم” أو من يساعدها من نواح مكرور أعلاه هو في حد ذاته تجنٍ ومحض إساءات.. مثل عبارات: العصاة المجاهرون.. النهج المارق.. الأسلوب الدخيل على أخلاقنا.. لم أرسل لكم الردود التي ردت عليه بما يعلمون من عيوب في شخصه.. الطريقة الخارجة عن أي دين أو عرف.. الخ من ترهات “مريم”.
والحقيقة أن كريمة الإمام تسعى بفعلها هذا إلى ممارسة ابتزاز علينا واشتراط بأن يكون أبوها وهو زعيم سياسي محترف خرج للعمل العام قبل أكثر من خمسين عاماً، بعيداً عن مرمى الانتقادات، منزهاً ومقدساً، بينما ترسل هي كل صباح ومساء ببيانات الإساءة المحشودة بالاتهامات الجزافية لقادة الحكم وكثير منهم في مقام والدها وأعمامها، بالقتل واللصوصية واغتصاب الحرائر والتحرش بهن، كما ورد في البيان الذي وزعته على نطاق واسع حول أحداث داخلية (البركس)، وقد ثبت من بعد ذلك أنها مجرد تلفيقات سياسية، وأن القصد لم يكن إخراج بنات من دارفور ولكنها إجراءات لهدم الداخليات من أجل بناء جديد!!
من يتقدم لأي عمل عام ليست له من حصانة ولو كان رئيس الوزراء المنتخب مرتين ووالد عضوة في قروب.. مخصص للحوار وليس لتقديس الأئمة والتمسّح في غبار أقدامهم.
أنا من طالبت يا “مريم”.. بعديد المقالات في صحافة منشورة لا جحور الانترنت، بإطلاق سراحك وأنت محبوسة بسجن النساء بأم درمان، وليس من يصفقون لك الآن ويزغردون خلفك للجنائية وللرئيس “كينياتا”، وقد عجزوا لمدة شهر كامل عن حشد عشرة (رجال) فقط أمام باب السجن مطالبين بفك أسرك!! يا لهم من رجال.. مناضلي (الكي بورد) وفرسان القروبات!!
وقد كان علو صوتي وقلمي الذي تحرقكم وتحرقهم حروفه الآن، للمطالبة بإطلاق سراحك، رغم ما كان يمكن أن يجره على صحيفتي من مشكلات، موقفاً مبدئياً لا أبدله لغضب أو ردة فعل عابرة.. وسأطالب مجدداً بإطلاق سراحك أو غيرك من أي سجن سياسي في أي موقف لاحق دون أدنى تأثر بترهاتك وترهاتهم.. فالمبادئ عندي لا تتجزأ ولا تتبعض.
ارسلي كل ما عرفوه من عيوب في شخصي.. وقد كتبوا وألفوا وحرّفوا كثيراً على الشبكات على مدى (18) عاماً طويلة، فلم يزدني إلا قوة وثباتاً وتقدماً.
لست نبياً ولا ملاكاً ولا إماماً مقدساً، بل مواطن وصحفي خرج للعمل العام، معرض للمدح والإطراء، مثلما هو جاهز للقدح والقذف والإساءات والشائعات من الرجرجة والدهماء والتابعين للمضلين.
لن نجامل في حق هذا الوطن وكرامة رموزه وسيادته وكبريائه لا إماماً.. ولا أمة.. ولا مأموماً.. فافعلي ما شئت.. وليفعل مديرو القروبات ما شاءوا.. سنظل بالحروف حارقين لكل المتمسحين المتزلفين لمؤسسات الظلم الصهيونية على حساب السودان العزيز.
المجهر السياسي
error: Content is protected !!