امس في الجامعة حضر إلينا طلاب خليجيين عايزين يسجلوا في برامج الدراسات العليا.. ودي أول مرة يجوا الخرطوم..كانوا مندهشين من كلمة (زول) وقعدوا يضحكوا ويتهكموا من الكلمة ..وقالوا لواحد زميلنا يــا ( ريّال ) والله (دحجتنا) ضحكتنا (وايد) كلما يجي واحد داخل تقول ليهو (دا شنو يا زول؟) ..(اسمعني يا زول) ّ! ..
طبعاً إغتظت منهم (شديد) وما رديت عليهم ..قلت أحسن أبحث عن (كلمة زول) في قاموس اللغة العربية الفصحى.. ومن حسن الحظ لقيت بحث كامل للدكتور/ منيب ابراهيم بجامعة الخرطوم ..حبيت ألخص (البحث) لتعميم الفائدة والرد على كل ساخر ومتهكم من كلمة (زول) ..
جاء في قاموس لسان العرب لإبن منظور أن كلمة زَوْلٌ تعني: (زول) من فصيح العربية ولها أكثر من سبعة عشر معنى، فالزول تعني :
(1) الكريم الجواد، أنشد السكيت المزرد: لقد أروح بالكرام الأزوال من بين عم وابن عم أو خال
(2) والزول : الخفيف الحركات، قال أبو منصور الثعالبي في حديثه عن الممادح والمحاسن، حين ذكر أطوار الإنسان : فإذا كان حركاً ظريفا متوقدا فهو : زول.
(3) والزول الفتى، قال محمد بن عبيد الله الكاتب المشهور بالمفجع يمدح علياً : أشبه الأنبياء كهلاً وزولاً وفطيماً وراضعاً وغذياً
(4) والزّول : العجب، ألا ترى السوداني إذا استغرب شيئا قال : يازول ؟؟ يعني ياعجبي من هذا الشيء. قال الشاعر في وصف سير ناقة. مرفوعها زول وموضوعها كمر غيث لجب وسط ريح فمرفوعها زولٌ يعني سيرها إذا أسرعت عجب من العجائب.
(5) والزول : الشجاع الذي يتزايل الناس من شجاعته.
(6) والزول الخفيف الظريف الذي يعجب الناس من ظرفه.
(7) والزول الغلام الظريف.
(8) والزول : الداهية.
(9) والزول الصقر.
(10) والزول : معالجة الأمر كالمزاولة.
(11) والزول : التظرف.
(12) والزول : الحركة.
(13) والزولة : المرأة الظريفة، قال الأصمعي : أنشدتني عشرقة المحاربية، وهي عجوز حيزبون زولة… قال أبو علي : الحيزبون التي فيها بقية من الشباب. والزولة الظريفة.
(14) والزولة : المرأة البرزة (الجميلة) الفطنة الذكية، قال الطرماح بن حكيم : وأدت إليّ القول منهن زولة تلاحن أو ترنة لقول الملاحن والملاحنة هي الفطنة، فهذه تتكلم بما يخفى على الناس ولا يفهمها إلا الفطن.
(15) والزولة : الفتية من الإبل أو النساء، قال رؤبة بن العجاج : قد عتق الأجدع بعد رق بقارح أو زولة معق
(16) ووصيفة زولة : إذا كانت نافذة في الرسائل
(17) ويقولون فلان رامي الزوائل : إذا كان خبيرا بالنساء، قال الشاعر :
وكنت امرأً أرمي الــــــــــــزوائل مرة فأصبحت قد ودعت رمي الزوائل .
وجاء في قاموس (لسان العرب) وكذلك (المعجم الوسيط) أن كلمة (زول) تعني الشجاع كذلك الذكي أو الفطن وزاد بعض المجتهدين أن (الزول) هو السمح الكريم وهو الكيس اللطيف وقالوا غير ذلك. هذه المعاني المعجمية هي التي ذهب إليها أكثر من حاول تفسير هذه الكلمة رغم ورود معاني أخرى لعلها كانت أصلا محتملا لهذه الكلمة. لكن معنى كلمة زول في الخطاب السوداني لا ينصرف إطلاقا إلي شيء من تلك الخيارات.
أيضا يحتوي قاموس اللغة (النوبية) كلمة ” سلن/sollon” بمعنى تحرك أو تأرجح، ومنها كلمة ” سلالى / sollale” أو المرجاحة “سل تيقن / solla teegon” بمعنى جلس جلسة المتهئ للتحرك أو جلس القرفصاء. أما ” سول / solon” فتعني في النوبية الحركة المتوهمة أو تخيل حركة الشئ وتوهمها، ثم جاء تطور آخر للكلمة لتعني مطلق الخيال أو الشبح وهي في النوبية ” سول”.من هنا انصرفت كلمة “سول” لتعني المجدار الذي كان كثير الاستعمال والشيوع، وتم تحريفها لتصبح (زول) بدلاً عن (سُول) ..
وكلمة “زول” في الخطاب السوداني ليست مطلقة الإستعمال كما يظن بعضهم، وإنما تكون في سياقات محددة. السياق الشائع أن تأتي مع المفرد الغائب فلا تأتي مع المتكلم ولا تجد شخصاً يقول مثلا “أنا زول كذا ” إلا فيما ندر. كذلك لا تأتي مع المخاطب إلا في إحدى الحالات التالية: 1- عند التهكم، التعجب، الغضب أو في عموم حالات الانفعال.. يقول قائلهم مخاطبا ” يا زول مالك !!؟”.. ” يا زول انت ماك نصيح !!؟”.. ” عليكم الله شوفوا الزول ده”. 2- في حالات التودد والمداعبة ولا يكون هذا إلا مع صديق أو شخص مقرب فتقول ” يا زول وين انت ؟” أو ” يا زول مشيت وين !؟” أو” يا زول ارح معنا ” وهكذا 3- إذا كان مجهولاً غير معروف أصلا مثلا “يا زول إنت من وين ؟ ” أو ” يا زول أهلك من وين ؟” تريد التعرف إليه حقيقة.
الزول الوسـيم في طبعو دايــما هادي من أوصافو قول أسكرني هات يا شادي
تهاني عوض
error: Content is protected !!