يا فلير دمور المسخ الأرياح …

أى إنسان يحب العطر في أى مكان أى زمان. في باريس بعض المستشفيات معطَّرة. في التفسير يدخلهم الجنة (عرَّفها) لهم تعنى عطرَّها لهم. (سورة محمدآية رقم 6). الناس يحبون العطور من الأزل إلى الأبد. ما يزالون يحبون العطر في زمن ماشي وزمن جاي وزمن لِسَّه. الموضة في العالم ليست في عالم السيارات أو الأزياء فقط. بل كذلك تنشط الموضة في عالم العطور. في كل عام جديد تظهر عطور جديدة أو عطور شهيرة بإضافات جديدة وطبعات جديدة. والمبدعون يتجلَّون كعادتهم في الإبتكار. وقد حفلت أسماء العطور بالإيحاءات الرومانسية ورمزيات الحب والجمال والمشاعر. من ضمن العطور التي دخلت السودان في يوم ما من القرن العشرين عطر (فلور دامور) الفرنسي، وترجمته (زهرة الحب). فعجن السودانيون (فلور دامور) باللغة العامية، وغنو له فأصبح (فِلِير دمُّور). غني محمد وردي من كلمات اسماعيل حسن (إنت ريحتك رِيحة الفِلِير). وغنى السودانيون في احتفائهم بعطر (زهرة الحب)… يا فِلِير دمُّور المسَّخ الأرياح. ثم عجن السودانيون (زهرة الحب) أكثر فأسموها (فِرِير). وقد تغلغل ذلك (الفِرِير) في ثنايا العطور السودانية التقليدية بأنواعها الشهيرة. فكانت (جناين آسيا). كانت أغنية عمر البنا (نسيم الروض زورني في الماسية .. جيب ليَّ الطِّيب من جناين آسيا). تغلغل (الفِرِير) في ثنايا العطور السوادنية حتى أصابها بالتقليدية والنمطية، فكأن الإنسان لم يبدع عطراً غيره ليتغلغل في ثنايا عطور السودان. كما غنىَّ السودانيون ل (الصندلية) و (السُّرَّتيَّة). من تّسميات العطور التي دخلت السودان في يوم ما في القرن العشرين عطر (باريس) الفرنسي، واسمه الأصلي (سوار دو باريس) وتعني (مساء باريس). ومن تسميات العطور التي جاءت لاحقاً (باترا) التي غنوا لها (باترا يا باترا ريحة الدكاترة)، و(بوازون)، و(أوبيوم)، و(ايسكادا) و(أوبسيشن)، و(جادور)، وغيرها. أصبحت أيضاً أسماء العطور تحمل أسماء مشاهير الممثلات ومصمّمي الأزياء والعطور، مثل عطر (لورا آشلي) وعطر (إليزابيث تايلور) وعطر (أزارو) على مصمّم الأزياء الإيطالي أزارو وعطر (ديور) على مصمم الأزياء الفرنسي كرستيان ديور. وعطر (جورجيو أرماني) وعطر (شارلي) و(دراكار) و(بولو) و(جورجيو) ، وغيرها. غير أن تسميات العطور بدأت تشهد في السودان غلظة حسيّة مباشرة بعيدة جداً عن الرُّومانسية الحساسة وشفافية الحياء. وقد ظهرت تلك الأسماء الغليظة لتسميات العطور، عندما افتتح المركز السوداني لتطوير سيدات الأعمال يوم الإثنين 28/نوفمبر 2011م بفندق (كورال) المهرجان الثاني للعطور السودانيَّة، ذلك المهرجان الذي استمر حتي الأحد الرابع من ديسمبر 2011م. كما ظهرت التسميات الغليظة للعطور من قبل في مهرجان العطور الأول عام 2010م. حيث ظهرت عدة عطور سودانية تحمل أسماء (نصف الليل الآخر) و(أمسية الخميس) و(صاحية ما نايمة) و(حتى مطلع الفجر). واضح ارتباط تلك التسميات الصارخة ب (أدب الفراش)، كما جاءت تسمية الأديب عباس محمود العقاد. تسمية العطور بأسماء تشير إلى الفراش. تسميات تنقصها الحساسيَّة. في تسميات بعض عطور العالم قد توجد تسميات إيحائية بصورة شفافة بعيدة. لكن لا توجد تسميات صارخة بنداء الفراش مثل تلك التسميات التي ثمّ اطلاقها في مهرجان العطور الأول أو الثاني، فضلاً عن ربطها بآية قرآنية كريمة تتعلق ب (ليلة القدر)، مثل تسمية (حتي مطلع الفجر). هل يستويان مَثَلاً (ليلة القدر) و(ليلة الخميس) .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!