كتبت هنا قبل شهور عن اكتشاف ثلاثة من خيرة علمائنا مصطفى عبد الله محمد صالح (مخ وأعصاب) وعلي أحمد مصطفى (علم الأدوية) معتصم ابراهيم خليل، (كيمياء)، لخاصية الفول (الواحد دا) في وقاية الناس من الصرع ومنع نوبات الصرع القاتلة عن الذين يعانون من هذه الحالة سلفا، وحصولهم على الملكية الفكرية للاكتشاف توطئة لانتاج العنصر ذي تلك الخصائص من الفول ليتم تسويقه صيدلانيا
ومن تولى عزل ذلك العنصر هو البروفسور السوداني معتصم ابراهيم خليل، المتخصص في علم الكيمياء، وفي سياق تلك البحوث تم الانتباه الى عنصر آخر مهم في الفول، هو حمض لينوليك الضروري للجسم، ثم التوصل الى ان لذلك الحمض قدرة على تطويق وخنق فيروس كرونا 19 ومنعه من التسلل الى منطقة الجزاء (الجهاز التنفسي)
ثم أولى بروف معتصم زيت السمسم اهتماما خاصا بعد جائحة كرونا الحالية، واستنتج أنه عند دهنه في فتحتي الأنف يقوم زيت السمسم بترطيب غشاء الأنف المخاطي، وتكوين منطقة عازلة محمية، وبما أن لهذا الزيت درجة غليان عالية (215 درجة) فإن تلك المنطقة تحافظ على خصائصها الحمائية لمدة طويلة، وتتولى الطبقة التي يشكلها الزيت في تلك المنطقة اصطياد الفيروس وتطويقه وشل حركته، وبالتالي منعه من دخول الشبكة التنفسية، لأن طبقة الزيت العازلة تمنع التواصل العضوي بين حبيبات الفيروس الدقيقة والغشاء المخاطي، وبما ان فيروس الكرونا قابل للتسلل عبر الفم، فإن البحث ينصح بتدوير معلقة صغيرة من زيت السمسم في الفم كما في المضمضة قبل البلع لتحصين غشاء الفم بحيث يكون قادرا أيضا على اصطياد وتطويق الفيروس (تنقيط الزيت في الأنف قد يسبب الالتهاب الرئوي)
ونعود الى الفول ومحتواه من حمض لينوليك، فمن الثابت ان بعض الأحماض الدهنية غير المشبعة فعالة في مقاومة الفيروسات المغلفة، وبالتالي فإن هذا الحمض قادر على القيام بنفس المهمة إزاء فيروس كوفيد 19، وفي حين ان مواد كثيرة فعالة في تدمير هذا الفيروس (مثل العديد من المطهرات والمعقمات المتداولة) لا يمكن استخدامها في جسم الانسان، فإن زيت السمسم مأمون وغير سام بدليل استخدامه في سوائل الحقن وال”دريبات” ومواد التجميل
وقد سبق لبروفسر معتصم إبراهيم خليل أن نشر عدة بحوث في المجلة الأمريكية للزراعة والأحياء Agriculture and Biology Journal of North America
تناول فيها خصائص ومحتوى الزيوت الدهنية في الفول واللالوب والقنقليز، فكان ما تحتويه هذه الثمرات الثلاث من حمض لينوليك القادر على تطويق وشل حركة الفيروسات بنسبة 46,41% في الفول (مقابل 41% للسمسم)، و48,18% في اللالوب، وبالتحديد في نواته الداخلية، 30,33% للنقنقليز (في البذرة وليس القشرة الخارجية الهشة المستخدمة في صنع المشروبات
بقي أن أقول إن علماءنا الأجلاء الذي نقبوا في خصائص السمسم الوقائية والعلاجية لا يقولون ان زيت السمسم يشفي من الكرونا، بل فقط انه خط دفاع قوي في مواجهة الفيروس الذي يسبب هذه المتلازمة، فعليكم بالفول بزيت السمسم ثلاث مرات يوميا، ولكن…. فول عن فول يفرق، فالبحث يؤكد ان الفول الأكثر احتواء لحمض لينوليك هو القادم من حوض السليم أي فول الجروف الذي يأخذ خصائصه من التربة التي ينبت فيها
والأمر الآخر شديد الأهمية هو انه وما يذيع أمر خصائص السمسم المذهلة إلا وستناطح أسعاره في السوق العالمي أسعار النفط.. فشمروا السواعد لتسويق سمسم القضارف.
error: Content is protected !!