أبو بكر البغدادي.. الاسم الغائب الحاضر في أصداء القتال في سوريا والعراق، من هو؟ وأين يعيش؟ وما هي الروايات التي تنسج حوله، فيما بات يعرف بالجهاد الخفي، والمنسوب إليه.
هذا الغموض الذي يحيط بشخصية البغدادي، تتسرب معلومات سطحية عن نشأته، ووصوله إلى زعامة التنظيم.
تشير تقارير، إلى أن الاسم الحقيقي للبغدادي هو إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري الرضوي الحسيني السامرائي، وتتحدث أجهزة استخبارات إلى أن البغدادي يقيم حاليا في مدينة الرقة السورية، الخاضعة للدولة لسيطرة “داعش” حيث أقام التنظيم فيها دولة قائمة بحد ذاتها.
وبحسب مصادر، فإن البغدادي يعرف بـ”الشبح” حيث أن القليلون فقد يعرفون وجه البغدادي، لأنه يضع غالبا وشاحا يغطي وجهه حتى عن التحدث مع عناصر مقربين من التنظيم.
تتحدث تقارير أخرى عن البغدادي، بأنه “الجهادي الخفي” البعيد من عدسات الكاميرا ومنابر العلن، على خلاف بن لادن والظواهري من بعده، ولا يسع أحداً القول إنه قابله شخصياً ولا يمكنه وصفه، والصورة المتداولة عنه قديمة ومشوّشة.
واسمه لا يشي بهويته، فهو لقب أو كنية منتحلة ومركبة، فالبغدادي ينسب نفسه إلى الخليفة الأول والصحابي أبو بكر الصديق وإلى العاصمة العراقية، ولا يوجه تسجيلات مرئية إلى مناصريه، وتنسب إليه تسجيلات صوتية قصيرة لا أحد يعرف ما إذا كانت فعلاً تعود إليه، وصمته وغيابه عن عالم الصور المرئية يلفّانه بالغموض ويسبغان عليه هالة أسطورية تتردد أصداؤها في الدائرة الجهادية.
في عام 2010، قُتل أبو حمزة المهاجر وأمير “القاعدة” العراقي، فأمسك البغدادي بمقاليد منظمة أصابها الوهن ولكن شوكتها القتالية لم تضعف.
الأسد ودولة البغدادي
وفي ربيع 2011، بعد اندلاع الثورة في سوريا، أثار إطلاق النظام السوري عدداً من القادة الجهاديين دهشة المراقبين، فلماذا يفرج عمن سيحمل السلاح ضد نظام الأسد؟
مثل هذا الإفراج يندرج في سياق “إدارة” النظام الأزمة الطائفية ويساهم في التفاف الأقليات وراء الأسد ورص صفوفها.
ولم يطل الأمر قبل أن تؤتى ثمار الإفراج هذا، ففي مطلع 2012، أعلن تنظيم “جبهة النصرة” تشكله بقيادة أبو محمد الجولاني، واستمال هذا السوريين إليه، ولم يتستر على صلاته بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
حيث أدى هذا الإفراج إلى التأثير سلبا على مجريات الثورة في سوريا، حيث أعلن بعدها البغدادي عن الدولة الإسلامية في العراق والشام بدلا من العراق لوحده.
صحيفة الـ”تليجراف” اللندنية، قالت عن البغدادي أنه منظم جداً ولا يعرف الرحمة، وهو القوة الدافعة الجديدة وراء صعود تنظيم القاعدة في جميع أنحاء سوريا والعراق.
أبو دعاء.. المزارع الغامض
كما هو الحال مع العديد من قادة تنظيم القاعدة، فإن التفاصيل الدقيقة غير واضحة. كل ما يعرفه عنه المكتب الفيدرالي هو أنه يبلغ من العمر نحو 42 عاماً، ولد باسم ابراهيم علي البدري في مدينة سامراء شمالي بغداد، ومعروف بعدة ألقاب منها أبو بكر البغدادي أو أبو دعاء.
يصف البعض أبو بكر البغدادي بأنه مزارع اعتقل من قبل القوات الأمريكية أثناء الاجتياح الشامل في عام 2005 ، ثم أصبح متطرفاً في معسكر بوكا حيث تم احتجازه مع العديد من قادة تنظيم القاعدة.
لكن البعض الآخر يقولون أنه كان رجلاً متطرفاً منذ عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وبرز كلاعب رئيسي في تنظيم القاعدة بعد وقت قصير من الغزو الأمريكي.
“كان هذا الرجل سلفيًا متشددًا يخضع للمراقبة عن كثب من قبل نظام صدام”، قال الدكتور مايكل نايتس، الخبير في شؤون العراق في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، واضاف: “تم احتجاز البغدادي في معسكر بوكا لعدة سنوات، مما يشير إلى أنه كان يعتبر بالفعل تهديداً خطيراً عندما اعتقل فيه”.
يبدو أن هذه النظرية تدعمها تقارير الاستخبارات الأمريكية من عام 2005، والتي تصف البغدادي كرجل تنظيم القاعدة في القائم.
متشدد ذو بأس
وتقول إحدى وثائق البنتاجون إن “أبو دعاء كان يعمد إلى الترهيب والتعذيب وقتل المدنيين في القائم، وكان يخطف أفراداً أو عائلات بأكملها، يتهمهم ويحكم عليهم ثم ينفذ الحكم علناً”.
وأشارت، إلى أن الأسباب وراء اعتبار مثل هذا الرجل العنيف “مستحقاً” للحصول على إطلاق سراح في عام 2009 ما زالت غير معروفة.
أحد التفسيرات المحتملة، هو أنه كان واحداً من آلاف من المتمردين المشتبه بهم الذين مُنحوا العفو عندما بدأت الولايات المتحدة بالانسحاب من العراق.
التفسير الآخر هو الواقع الذي يشير إلى أن البغدادي هو عدة أشخاص مختلفين.
القاهرة – محمد العجيل
بوابة الشرق
error: Content is protected !!