نظّمتُ هذه القصيدة عام 1986م لطلاب رابطة أبناء بربر في الجامعات، وكنت حينذاك أستاذاً للغة العربية بمدرسة بربر الثانوية للبنين، وقد لحّنها أولئك الطلاب واتخذوها شعاراً لأسبوعهم الثقافيّ الذي أُقيم بنادي بربر.
حَبَبْتُكِ (بَربرُ) ملء الفؤادِ فأنتِ مِراحُ النُهى والبصرْ
وأنتِ بروحي نشيدُ الحياةِ مهادُ الغرامِ ربيعُ العمرْ
فربْعُكِ عندي جنانُ الهناءِ وأهلُك عندي خيارُ البشرْ
فقلبي رهينٌ بحسنِ رباكِ وريمِ ظباكِ مَليحِ الحَورْ
فنعم بنوك أسودُ العراكِ شُموسُ الذكاءِ بديعو الفِكَرْ
سَقيتِ الحسانَ رحيقَ الجمالِ ودفءَ الحنانِ ودلَّ الخَفَرْ
تبلّج فيك صفاءُ السماء وعرّبدَ فيك ضياءُ القمرْ
شمخت جبيناً تجاه الشروقِ لمعنىً سنيّ عميقِ الأثرْ
ليرقى فتاك معالي الحياة ويحيا حكيماً أبيّاً أبرْ
حباك الإلهُ قشيبَ الإزار مروجَ النّخيلِ بشطّ النهرْ
حدائقُ تزهو بشدو الكنار وروضٌ وريفٌ بديعُ الشجرْ
حمتك صحارى كرحبِ الغيوب كننن كنوزاً روين الأثر
تجلّت قراك مغاني الجمال كعقد نظيم بهيّ الدررْ
أنرتِ ظلامَ القرون البهيــمَ بعلم بنيك الثقات الغررْ
خلاوٍ صدحنَ بآي الكتاب فطاب الزمان بذكر بهرْ
فكنت معين العلوم الثريّ ومبعث فنٍ بديع ندرْ
فكم من مجيدٍ نمته يداكِ فهلّا سألتِ رواة الدهرْ؟
فإرثك باهٍ عزيزٌ تليدٌ يَمورُ بفجرٍ جديد أغرْ
حَبَبْتُكِ (بربرُ) أمَّ البلادِ وأسَّ الرّقيّ وأصلَ الحضرْ
فمرحى بعزمٍ يسرُّ الأباةَ ويحدو البناةَ ويجلو الكدرْ
شعر الدكتور/ هاشم البشير محمد
جامعة وادي النيل – كلية التربية
error: Content is protected !!