وكالة سودان برس

sudanpress وكالة سودان برس

مقالات الطيب مصطفي

معقول يا جبريل إبراهيم؟! … “الطيب مصطفى”

جبريل إبراهيم قائد حركة العدل والمساواة التي تخوض حربها اليوم في جنوب السُّودان كما فعلت ذات يوم وهي تحارب إلى جانب القذافي وتشارك في حروب تشاد هذا إضافة إلى حروبها في مناطق مختلفة من دارفور.. جبريل وأخوه خليل إبراهيم.. عرفهما جيلهما باستقامة تتجاوز درجة (المقتصد) إلى مقام (السابق بالخيرات) جهاداً ودعوة في سبيل الـله ولكن.. هل يجوز لي اليوم أن أستدعي قصة بلعام بن باعوراء، الذي حكى القرآن الكريم قصته المحزنة عن كيف كان عالماً ربانياً من بني إسرائل ثم تردَّى إلى القاع؟ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) إلى أن وصفه الـله تعالى في كتابه الكريم بالإخلاد إلى الأرض جراء اتباع الهوى.
أخبار حركة العدل والمساواة التي فقدت المئات من قواتها خاصة في مأساة بانتيو الأخيرة تقول إن الحركة ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان على نطاق واسع أثناء قتالها كمرتزقة بجنوب السُّودان ووفقاً للتقرير الصادر عن بعثة الأمم المتحدة فإن الحركة مارست أعمال القتل والاغتصاب والسرقة والنهب وهاجمت المراكز الصحية بما في ذلك مراكز الأمم المتحدة كما أجبرت قوات الحركة النساء على السير عاريات خارج منازلهن..
قد أصدق أن تحدث هذه الممارسات من عبد الواحد محمد نور الذي نشأ في أحضان الحزب الشيوعي البعيد كل البُعد عن ثقافة وقِيم هذه البلاد أو عرمان الشيوعي العريق لكن لماذا يصر جبريل إبراهيم صاحب التوجه الإسلامي على السير في هذا الطريق المحفوف بجهنم وبئس المصير؟! لماذا لا يتعظ من تجربة أخيه خليل ويعود إلى الوطن بدلاً من أن يركب رأسه وتأخذه العزة بالإثم؟! لماذا ولماذا ولماذا يصر على فرض رأيه بالبندقية التي كلفت أخاه وحركته وأهله في دارفور بل والسُّودان كثيراً؟ لماذا لا يجنح للسلم ويُعمل فقه العفو المُعظَّم عند الـله تعالى إن كان يظن أنَّه قد ظُلم؟!
أما آن لجبريل أن يتذكر مرجعيته القديمة التي تقول (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ للَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).. أما آن له أن يتذكر الحديث الشريف (ما يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)؟! أما آن له أن يمتثل لقول الحق سبحانه وتعالى (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى للّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ؟!
عندما نغرق في شبر موية!!
قصة مريم المحكوم عليها بحد الردة ملأت الدنيا وشغلت الناس شأنها شأن قصة لبنى التي أراحنا الـله منها بعد أن قادها موقفها المتوافق مع السفارات الغربية وبني علمان ونساء الجندر بالداخل إلى الإقامة و(الترطيب) في باريس حيث تعيش حياة تشبهها وتشبه أهل باريس!
دهشت عندما رأيتُ صورة الخواجات في قاعة المحكمة بالحاج يوسف التي ربما لا يكون هؤلاء قد مروا بشوارعها المنهكة من قبل.. من يا ترى هؤلاء الذين حضروا جلسة النطق بالحكم ومن أي دول جاءوا ولماذا يحشرون أنوفهم في شؤوننا ومن الذي أخبرهم وعبأهم ليحضروا المحاكمة؟!
لو كنت في مقام المسؤولية التنفيذية التي صعَّدت هذه القضية إلى أن جعلت القنوات الفضائية العربية والأجنبية تتناولها بكثير من الشطط لتعاملت مع الأمر بمنهج آخر يطفئها ولا يشعلها ولتعاملت مع القضية في مهدها قبل أن تصل بتدبير محكم من الأعداء إلى المحكمة فقد أصبحنا للأسف منطقة ضغط منخفض يتحرش بنا حتى الأقزام الأمر الذي ينبغي أن يجعلنا أكثر حرصاً على تعامل ذكي يجنبنا مزالق التهور.
هذه الشابة، وهي خريجة مختبرات طبية، متزوجة من جندي (أجنبي) يعمل في الأمم المتحدة وأمها ليست مسلمة وكان من الممكن أن يتم التصرف مع زوجها الذي يقيم بتفضل من وزارة داخليتنا ولا أشك البتة أن لزوجها الأجنبي ولخواجات بعثة الأمم المتحدة دوراً في تأجيج القضية لتوظيفها سياسياً بالتنسيق مع بعض البعثات الدبلوماسية وبني علمان من الساسة المتبطلين وفتيات (الجندر) اللائي تجمعن خارج المحكمة وداخلها وهنَّ يهتفن بملابس تحكي عنهنَّ بأكثر مما تحكي هتافاتهنَّ التي لا تمتّ بصلة إلى دين وتراب وثقافة هذه البلاد.. من أين أتت هؤلاء الفتيات؟ إنه سؤال أديبنا الكبير الطيب صالح القديم المتجدد والذي نحتاج إلى الاستعانة به كلما رفع المتربصون عقائرهم لاستهداف هذه البلاد وشعبها الكريم وهُويتها.
صحيفة الصيحة
الطيب مصطفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!