من الدلائل على العشوائية وسوء التدبير ، أننا الشعب الوحيد في هذه المجرة الذي يعلن عن دعوات الزواج عبر وسائل التواصل الاجتماعي فلا يعرف عدد مدعويه ولا الميزانية التي يجب ان يحسبها لبرنامج مثل هذا فنقع في جريمة التبذير أو الإحراج!
بقية شعوب الكون تصلك الدعوة بصورة شخصية والكرت لحامله فقط.
يعني لو الدعوة موجهة لمائة شخص فإن هناك مائة كرسي + مائة وجبة أو مشروب سيتم إعدادها فقط للمدعوين .
هنا في السودان ممكن تكون راكب حافلة ماشي لعرس يلاقيك صاحبك في الحافلة تسوقوا معاك طوالي وهو يوافق كمان – عديم الموضوع – وتنزلوا جمب بيت العرس تخشوا الجامع تصلوا تلاقي زول اشتريت منه مرة ريحة في سوق سعد قشرة تحلف عليه تسوقوا معاك وهو يقول ليك لكن معاي ود عمي في الرقشة برة تقوم تمشي ليه و تحلف عليه طلاق يمشي معاك العرس وتخم الرصة دي كلها وتمشي بيت العرس!
وتلقى الحوارات على شاكلة نعمل الف صحن يا جماعة ينط خالك يقول الف شنو.. خلوها الفين إنت معارفك كتيرة.. عمتك تقول أجي يا يما ما تفضحونا مع الضيوف خلوها تلاتة الف صحن وكان زادت نفطر بيها اليوم البعدو الصحن كله بي عشرين جنيه وهكذا تزيد الميزانية من 20 الف إلى 40 الف إلى 60 الف في دقيقة واحدة!
:
الذي يدير زواجه بهذه الفوضوية رغم أنه من ماله الخاص هل تتوقعون أن يدير مؤسسة أو شركة أو وزارة أو نادي كرة أو مؤسسة خيرية بصورة دقيقة وعلمية وهو من مالٍ عام؟
إنتو قايلين العشوائية والعولاق بتاع وزراءنا ومسؤولينا ده جاهم هم براهم ؟
نحن بنشوفوا فيهم أوضح لأنهم تحت الضوء (under focus) لكن يومو الفوكس ده ما يتسلط عليك بيظهر العولاق بتاعك برضو.
ضربت مثال الزواج ده رغم إنه ما الأفضل لاعتبارات إجتماعية وحاجات تانية لكن بس لأنه مثال واضح واي زول بيكون مر بيه.
اها العشوائية والسبهللية دي داخلة في أي سنتمتر من حياتنا وشغلنا ودراستنا وسياستنا ومستشفياتنا.. نحن ما دقيقين Precision ولا عندنا الـ Accuracy وعادي ممكن تطلع ماشي لإجتماع مهم تغير إتجاهك وتمشي حنة صاحب صاحب بت خال حبوبة صاحبتك!
اها ده تفسير كلام مهاتير لمن قال في الفيديو متحدثاً عن سبب عدم قدرة السودان في الإستفادة من تجربة نهضة ماليزيا ( ان هناك أمور ثقافية وقيمية منعت ذلك).. اعتقد أنه كان يعني هذه السبهللية والعشوائية إضافة إلى الفساد وأمور أخرى.
برجع وبقول زي ما بأكد دائماً إنو جذور المشكلة السودانية إجتماعية وثقافية قبل ما تكون سياسية، وبالتالي فإن الحلول الإجتماعية والسلوكية هي المدخل للإصلاح السياسي والنهضة.
كتب د. لؤي المستشار فى الفيس
error: Content is protected !!