القصيدة المشهورة “أماه لا تجزعى” للشهيد الدكتور عمرو خليفة النامي!
القصيدة المشهورة “أماه لا تجزعى” للشهيد الدكتور عمرو خليفة النامي!
قالها في عنبر رقم 4 بالسجن المركزي في طرابلس بتاريخ 14 ربيع الآخر 1394هـ / 7 مايو 1974م
أُمَّاهُ لا تَجْزَعِي فَالحَافِظُ اللهُ
وهوَ الكَفِيلُ بِمَا في الغَيْبِ أُمَّاهُ
أُمَّاهُ لا تَجْزَعِي فَالحَافِظُ الله
إِنَّا سَلَكْنا طَرِيقًا قد خَبَرْنَاهُ
في مَوْكِبٍ مِنْ دُعاةِ الحَقِّ نَتْبَعُهُمْ
عَلَى طَرِيقِ الْهُدَى أَنَّى وَجَدْنَاهُ
عَلَى حِفَافَيْهِ يَا أُمَّاهُ مَرْقَدُنَا
وَمِنْ جَمَاجِمِنَا نُرْسِي زَوَايَاهُ
وَمِنْ دِمَاءِ الشَّهِيدِ الحُرِّ نَسْفَحُهَا
عَلَى ضِفَافَيْهِ نَسْقِي مَا غَرسْنَاهُ
أمَّاهُ لا تَجْزَعِي بَلْ وَابْسِمِي فَرَحًا
فَحُزْنُ قَلْبِكِ ضُعْفٌ لَسْتُ أَرْضَاهُ
أَرْضَعْتِنِي بِلِبَانِ العِزِّ فِي صِغَرِي
لاَ شَيْءَ مِنْ سَطْوَةِ الطَّاغُوتِ أَخْشَاهُ
نُذِيقُهُمْ مِنْ سِيَاطِ الصَّبْرِ مِحْنَتَهُمْ
فَلَمْ يَرَوْا لِلَّذِي يَرْجُونَ مَعْنَاهُ
هذه الأبيات كتبت في سنة 1967 وكتبها إلى أمِّ وأبناء صديقه المعتقل آنذاك الأستاذ عبد الله محمد بوسن، وكان الدكتور عمرو في بريطانيا في ذلك الوقت.
ثم أضاف إلى الأبيات السابقة بقيَّة القصيدة سنة 74 وهو معتقل في السجن المركزي بطرابلس عنبر رقم 4 بتاريخ 7 مايو 1974 وإليكم تكملة القصيدة:
أُمَّاهُ لا تُشْعِرِيهِمْ أَنَّهُمْ غَلَبُوا
أُمَّاهُ لا تُسْمِعِيهِمْ مِنْكِ «أَوَّاهُ»
إِنَّا شَمَخْنَا عَلَى الطَّاغُوتِ فِي شَمَمٍ
نَحْنُ الرِّجَالُ وَهُمْ يَا أمُّ أَشْبَاهُ
أُمَّاهُ ذِكْرَاكِ في قَلْبِي مُسَطَّرَةٌ
وَفَيْضُ عَطْفِكِ أَحْيَا في ثَنَايَاهُ
وَمَرُّ طَيْفِكِ يَا أُمَّاهُ يُؤْنِسُنِي
إِنِّي وَإِنْ صُفَّتِ القُضْبَانُ أَلْقَاهُ
أُمَّاهُ هَذَا طَرِيقُ الحَقِّ فَابْتَهِجِي
بِمُسْلِمٍ بَاعَ لِلرَّحْمَنِ دُنْيَاهُ
هَزِئْتُ بالأَرْضِ والشَّيْطَانُ يَعْرِضُهَا
في زَيْفِهَا بِبَرِيقِ الذُّلِّ حَلاَّهُ
عَشِقْتُ رَكْبَ الْهُدَى والنُّورُ يَغْمُرُه
عَشِقْتُ حُسْنًا عَلَيْهِ الوَحْيُ أَضْفَاهُ
عَشِقْتُ مَوْكِبَ رُسْلِ اللهِ فَانْطَلَقَتْ
رُوحِي تَحَوَّمُ في آفَاقِ رُؤْيَاهُ
لا رَاحَةٌ دُونَ تَحْلِيقٍ بِسَاحَتِهِمْ
وَلا هَنَاءَ لِقَلْبِي دُونَ مَغْنَاهُ
أُمَّاهُ بَايَعْتُ رَبِّي وَاعْتَصَمْتُ بِهِ
مَا كُنْتُ أَعْرِفُ دَرْبَ الخَيْرِ لَوْلاهُ
أُمَّاهُ ذَلِكَ دَرْبِي قَدْ أَمُوتُ بِهِ
فَلا يَسُوؤُكِ كَأْسٌ إنْ شَرِبْنَاهُ
لا تَجْزَعِي لِفَتًى إِنْ مَاتَ مُحْتَسِبًا
فَالْمَوْتُ في اللهِ أَسْمَى مَا تَمَنَّاهُ
أُمَّاهُ لا تَجْزَعِي فَالحَافِظُ اللهُ
وَهُو الوَكِيلُ لَنَا بِالغَيْبِ أُمَّاهُ.