وكالة سودان برس

sudanpress وكالة سودان برس

مقالات وآراء

جهاز الأمن المكبل … “د. هاشم حسين بابكر”

*من المعروف ان أجهزة الأمن في الدول الديمقراطية هي أجهزة جمع معلومات, السي آي ايه مثلآ جهاز جمع معلومات داخل وخارج الولايات المتحدة, ولا يملك الحق في اعتقال أي مواطن أمريكي, وان كان يقوم بعمل تخريبي, فالاعتقال في هذه الحاله من سلطات اف بي آي, حيث تقوم السي آي ايه بابلاغها وتقوم اف بي آي بالاعتقال والتحقيق, والأخير يجري التحقيقات الفدرالية فقط,أما الولائية فتجريها شرطة الولاية, وشرطة الولاية لا تستطيع متابعة مطلوب قانونيآ في ولاية أخري,حيث تقدم شرطة الولاية التي ارتكبت فيها الجريمة المعلومات عن المطلوب, وتقوم شرطة الولاية الأخري بالمتابعة واعتقال المطلوب وتسلمه للولاية التي أرتكبت فيها الجريمة, وتدخل شرطة ولاية في ولاية أخري دون تنسيق يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون…!!!
*المهام موزعة علي الأجهزة الثلاثة ولا يجرؤ جهاز في التدخل في شئون الجهاز الآخر,هناك تجاوزات طبعآ,ولكنها تحدث خارج الولايات المتحدة,فالسي آي ايه لا تملك حق الاعتقال,ولا توجد في أمريكا سجون أو معتقلات تابعة لها,حيث لا يسمح الدستور بذلك,لذلك انشأت سجونآ خارج أمريكا,وأشهرها قوانتنامو الذي يوجد علي الأراضي الكوبية…!!!
*وكذلك الأمر في بريطانيا فهناك ام آي فايف وام آي سيكس,وهما يقومان بدور الأمن الداخلي والخارجي, بينما تقوم سكوتلانديارد بعمليات الاعتقال,لم يعتقل أي جهاز استخبارات في تلك الدول والانظمة المشابهة أي مواطن,مهمة جهاز الاستخبارات تقديم المعلومات للجهات المختصة التي تقوم بالاعتقال…!!!
*ماذا يريد اباطرة الأمن في بلادنا,
وهل جمع المعلومات أمر هين..!؟ وهل تحليل تلك المعلومات أمر سهل حتي يستتفهه اساطين الأمن في السودان…!!!؟؟؟
*جمع المعلومات وتحليلها أمر في غاية التعقيد,والقول بأن مهمة جمع المعلومات وتحليلها يكبل جهاز الأمن قول مردود علي قائله وليسمح لي من قال ذلك أن أصفه بعدم الالمام بأبجديات الأمن,فالأمن كل الأمن يرتكز علي المعلومة وصدق تحليلها..!!!
*ينطق اسم السي آي ايه بالانجليزيه سينترال انتيليجانس ايجانسي,وانتيليجانس تعني الذكاء,يعني وكالة الذكاء المركزية,وهذا يعني أن منتسبيها يتصفون بصفة الذكاء قبل كل شيئ,وليس بالبطش والتعذيب,فالذكي لا يحتاج للبطش وبيوت الأشباح يستخدم ذكاءه لاستخلاص المعلومه الأمنية وتحليلها التحليل المناسب الذي يضفي علي البلاد والعباد الأمن والطمأنينة…!!!
*الأمن مصطلح يبعث الطمأنينة, ولكنه في بلادنا يثير الرعب والهلع,واذا وصف أي مواطن بأنه من الأمن فان الناس يجتنبونه اجتنابهم للخمر والميسر والأنصاب والأزلام, وكأنه رجس من عمل الشيطان فالأمن كلمة تبث الرعب. ونقيض الطمأنينة..!!!؟
*تقول النظرية الأمنية أن الأمن القومي لأي بلد يبحث عنه خارج الحدود,وهذا يعني أن تنشط أجهزة الأمن وتجمع المعلومات من خارج الحدود لحماية الداخل, لكن اجهزة امننا تبحث عنه في الداخل,لتخسر تلك الحدود,ويسيطر عليها من قبل دول الجوار,وليتهم بحثوا عنه في الداخل لحمايته,فكم من شاحنة جائت محملة بالاسلحة وكم من شقق تؤجر وتصنع فيها المتفجرات, وكم من الأجانب المسلحين يوجدون في العاصمة,وكم من مهاجر هجر البلاد وأعيد استيراده في انتظار ساعة الصفر, وكم من لاجئ نال جواز سفر سوداني, أن عكف جهاز الأمن علي جمع المعلومات ودراستها لما وجد وقتآ يحك به انفه,ولكنهم يريدون نوعآ آخر ليس للأمن صلة به, وتكبيل الأيدي الذي يعنون هو منعهم من التعذيب والبطش وبث الرعب بين الناس وليس الأمن والطمأنينة…!!!
*أي أمن هذا الذي يريدون؟ أمن المواطنين أم أمن النظام؟رئيس النظام محروس اربعة وعشرون ساعة في سبعة ايام واثني عشره شهرآ والمواطنين يمكن أن يداهمهم الموت وهم نيام بانفجار شقة في عمارة يسكنها أجانب جاؤا البلاد بصفة لاجئين…!!!؟؟؟
*الدول تتعامل مع اللاجئين أمنيآ ترصد تحركاتهم وتجمع المعلومات عنهم وهذا من صميم عمل الأمن الداخلي والا ليذكروا لي ما مهمة الأمن الداخلي…!!!؟
*أهي حماية مجموعة أفراد يحكمون..!!!؟وقد نجحتم في حمايتهم من الشعب بزجه في السجون والمعتقلات ولكن هل ستمنعون عنهم الموت حين تلتف الساق بالساق؟ وهو ينعم بحراستكم…!ّ!!؟؟؟
*جمع المعلومات تكبيل لأيدي الأمن, وهو يكبل الأيدي فعلآ عن البطش بالعباد وتعذيبهم والزج بهم في معتقلات لا تعترف للانسان بكرامه,هذا هو المقصود بتكبيل الأيدي لدي طغاة جهاز الرعب الذي يسمي افترءآ أمن…!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!