حاجة اولى :
قبل عامين من الان انتشرت اشاعة ادت لارتفاع سعر مكوة الحديد لاكثر من ٨٠٠ مليون واذكر انه كان لي صديق دفعه حب الاستطلاع في احد الايام للدخول في دردشة مع شخص نشر اعلانا في مواقع التواصل عن رغبته في شراء مكوة حديد اصلية من النوع الذي يطش شبكة الموبايل بسعر ٦٠٠ مليون … اوهمه ذلك الشخص بانه من كبار تجار الذهب وهو متواجد الان في مناطق الذهب ويحتاج لهذه المكوة بسرعة وب اي ثمن.. انتهت المحادثة بينهما في ذلك اليوم وبعد يومين من تلك الدردشة قرأ صديقي اعلانا اخر لشخص يعرض مكوة حديد من النوع الذي يطش الشبكة بسعر ٢٠٠ مليون … قام بعدها صديقي بالدخول في صفقة مع ذلك الرجل البائع ثم الاتصال بتاجر الذهب المشتري و الذي بعد ان طلب منه عدة صور وافق علي ان يدفع مبلغ ٥٥٠ مليون علي ان بحضر مندوبه غدا صباحا لاستلامها وتسليم المبلغ… اكمل صديقي شراء المكوة بسعر ١٨٠ مليون بعد ان باع عربته وبعض الممتلكات الشخصية والمنزلية ممنيا نفسه بتحقيق ربح يصل لاكثر من ٣٧٠ مليون بين ليلة وضحاها…
في صباح اليوم التالي كان تاجر الذهب لايرد علي المكالمات بعدها اغلق هاتفه وكذلك اغلق الشخص البائع هاتفه ليستنتج صديقي انه وقع ضحية عملية نصب من شخصين قاما بخداعه عن طريق عملية ((احتيال العرض و الطلب )) ..
صديقي الان اعتاد علي ركوب المواصلات ولازالت تحاصره الديون وفقد معظم اثاث منزله ولا يمتلك سوى مكوة حديد في غرفته تجعله يخرج من الغرفة كل دقيقة لاجراء المكالمات بعد ان تطش شبكته بسببها..
حاجة تانية :
تذكرت قصة صديقي وانا ارى صور حيوان ابوالقنفد في كل مكان في الانترنت والصحف اليومية ومواقع التواصل وقد وصل سعره لاكثر من ٢٠٠ مليون نتيجة لاشاعة انتشرت في اليومين الماضيين عن حضور اشخاص من خارج السودان لشراء ابوالقنفد الذي اكتشفوا فجاءة كدا انه يعالج السرطان…
تهافت الاف الاشخاص للبحث عن ابو القنفد الضكر وكثرة عروض البيع والشراء وصور ابوالقنفد في مواقع التواصل الاجتماعي والارتفاع المتواصل في سعره توضح الحالة التي وصل لها انسان السودان البسيط .. كيف لاشخاص يعيشون بيننا ان يصدقوا مثل هذه الخزعبلات ؟؟؟ كيف لشخص مسلم بالغ عاقل ان يدفع ٢٠٠ مليون في حيوان بناء علي اشاعة لا يعرف من اطلقها ومن المستفيد منها ومن يقوم بالترويج لها بهذه الطريقة..؟؟لقد ثبت لي بما لا يدع مجالا للشك ان المجتمع السوداني اصبح مجتمع هش للغاية في مايخص موضوع الاشاعة وسرعة انتشارها وتصديقها..
حاجة تالتة :
احتيال العرض والطلب:
يتم احتيال الطلب والعرض بحيث يقوم شخص بابداء رغبته في شراء شئ وهمي ونادر بسعر عالي جدا ويقوم شخص اخر يتبع للشخص الاول بعرض ذلك الشئ ولكن بسعر اقل من سعر الاول مما يغري المغفلين بالدخول في هذه المجازفة رغبة في الغنى السريع او زيادة اموالهم مما يعرضهم للخسارة..
ينتشر احتيال العرض والطلب في الدول التي توجد بها طبقة غنية جدا جدا في وسط مجتمع فقير جدا جدا
حاجة حامياني :
. مكوة الحديد وصحن ابووردة ومكنة الخياطة القديمة والعقارب والدبايب وابوالقنفد كلها نتاج طبيعي للوضع الاقتصادي المتردي وحالات البطالة والعطالة المتفشية بين افراد المجتمع..
بعد ان يخسر من يخسر ويربح من يربح سينتهي الموضوع ليظهر مرة اخرى بعد عام او اقل في شكل اشاعة اخرى
حاجة قبل الاخيرة :
لا يوقف مثل هذه الظواهر الغريبة الا التعاطي الجيد معها والتعامل السليم مع الاخبار بعدم المساعدة في نشرها وكذلك العمل علي نفيها مباشرة وتوعية الاخرين حتى لا يقعوا ضحايا لهذه الاشاعات .
حاجة اخيرة :
قال الامام علي كرم الله وجهه يحث الناس علي التعامل مع الاخبار بحكمة ودراية :
(( اعقلوا الخبر حين سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية)) .
بقلم: حسن حسين محمد
“وكالة سودان برس”
error: Content is protected !!