تمر اليوم (الثلاثاء) الثالث من نوفمبر الذكرى الـ(18) لفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات سياسية واقتصادية ودبلوماسية ظالمة على السودان تحت مسمى (حالة الطوارئ القومية حول السودان).
والعقوبات التي تتضامن معها دول الاتحاد الأوروبي بطريقة أو بأخرى، خاصة في ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والتحويلات المصرفية، تشكل ضرراً بالغاً بالشعب السوداني، وليس بحكومته، والدليل أن نظام الحكم باقٍ بعد مرور (18) عاماً من العقوبات السوداء على شعب السودان.
عندما يرتفع (الدولار) والعملات الأخرى بسبب الحصار الاقتصادي والتضييق على المصارف السودانية، حتى من قبل دول عربية شقيقة يقاتل عنها جيش السودان بالأنفس العزيزة والسلاح، فإن المواطن السوداني الفقير هو الذي يتضرر بارتفاع أسعار (كل) السلع الاستهلاكية، ولا تتضرر حكومة السودان التي اعتمدت سياسة (الاقتصاد الحر) بتشوهات سودانية خاصة، و(نامت على كده)!!
عندما يتأثر قطاع الطيران والسكة الحديد، وتتخلف وسائل النقل والمواصلات في السودان عما كانت عليه في سبعينيات القرن المنصرم عندما كانت طائرات (سودانير) تسيّر رحلاتها الأسبوعية إلى مطار “هيثرو”، وكانت القطارات تربط “الخرطوم” آناء الليل وأطراف النهار بـ”المجلد” و”بابنوسة”، و”نيالا” و”واو” في بحر الغزال التي ذهبت إلى المجهول ببحرها وغزالها، فإن الجاني هو الولايات المتحدة الأمريكية.
وعندما يتأثر القطاع الصحي في السودان، وتعتذر مؤسسات صحية كبرى في أوروبا وشرق آسيا من الاستثمار في المجال الطبي الرابح في السودان، وتهمس في حياء وحذر أن الشركات الطبية الأمريكية التي تصنع الأجهزة الحديثة وآلاف الأصناف من الأدوية عالية الفاعلية لا تستطيع التعامل مع السودان بسبب العقوبات، فإن المتسببة في وفاة الآلاف من السودانيين بسبب عدم توفر أجهزة ومعدات طبية أمريكية وأوروبية متطورة، هي الإدارات الأمريكية المتعاقبة من (جمهوريين) و (ديمقراطيين).
وعندما تدعم الولايات المتحدة عبر قنواتها الرسمية ولوبياتها الصهيونية، الكنيسة والعنصرية السوداء حركات التمرد في السودان من (الجنوب) الذي تمزق أكثر بعد الانفصال، إلى دارفور وجنوب كردفان، فإن الجناة الذين تسببوا في قتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف في دارفور وجبال النوبة هم الرئيس الأمريكي ونواب الكونغرس ومجلس الشيوخ بالاشتراك الجنائي.
أمريكا التي تدعم غالب الدول المجاورة للسودان بما فيها جنوب السودان، بالمال، السلاح، القمح والمخابرات، هي التي تدعم استمرار حالة السيولة السياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي والحروب المستمرة في السودان.
وأمريكا التي حصلت على ما تريد من معلومات عن حركات الجهاد الإسلامي في العالم، ونالت ما سعت إليه من تعاون السودان في مجال مكافحة الإرهاب، هي التي خدعت حكومة السودان.. وما تزال منذ (18) عاماً طويلة.
وأمريكا التي تزرع عناصر مخابراتها في “الخرطوم” بكثافة، ولا تزرع قمحها (غير المعدل وراثياً) في رحم الأرض السودانية الخصبة، تعمل بلا شك على تجويع أهل السودان وزيادة معدلات إفقارهم.
أمريكا الظالمة التي قتلت مع تحالفها الإجرامي (مليون) مواطن عراقي، ومئات الآلاف من الأفغان والصوماليين، هي التي ترفض الاعتراف وليس الانضمام، بمحكمة الجنايات الدولية، ورغم ذلك لا تستحي عندما تطالب بألسنة المتحدثين الكذابين باسم بيتها الأبيض وخارجيتها الضعيفة التي يديرها “نتنياهو” بالريموت كنترول من “تل أبيب”، أن تطالب بالقبض على الرئيس “البشير” امتثالاً لمذكرة صادرة عن محكمة مسيسة، تحتقرها وترفض الاعتراف بها!!
أمريكا أخطر على شعب السودان من الطاعون.. والإيبولا.. والكوليرا.. والسرطان.
لماذا تقوم في السودان إذن سفارة أمريكية على مساحة آلاف الأمتار المربعة بضاحية “سوبا”؟!
ناهضوا أمريكا.. وناهضوا قراراتها، وطالبوا بطرد السفير الأمريكي وكامل بعثته في “الخرطوم”.
لن تستجيب لكم الحكومة ولن ترضى عنكم خارجيتها.. ولكنه أضعف الإيمان، أن تسعوا لتغيير منكر بألسنتكم، لا بالمتفجرات وجرائم الاختطاف كما تفعل جماعات الضلال الإسلامي.
نحن ضد الإرهاب.. وضد أمريكا الظالمة.
الهندي عزالدين
صحيفة المجهر
error: Content is protected !!