وكالة سودان برس

sudanpress وكالة سودان برس

مقالات الهندي عزالدين

شكراً عزيزي (الواتس آب) … “الهندي عزالدين”

 أخطأ زميلنا بـ(المجهر) الذي صاغ خبر عودتي من الخارج يوم (الجمعة) الفائت فقال إن فترة الغياب امتدت لـ(3) شهور، والحقيقة أنها امتدت لـ(4) شهور و(14) يوماً بالتمام والكمال.
ولم يكن بمقدوري البقاء بعيداً عن الوطن العزيز هذه المدة الطويلة، وهي طبعاً قصيرة جداً قياساً لغربة كثيرين تجاوزت ثلاثين وأربعين عاماً، لم يكن ذلك يسيراً لولا عزيزي الغالي (الواتس آب).. حفظه الله ورعاه!!
كان مدهشاً لزملائي بقسم اﻷخبار أن تصلهم مني وأنا في ألمانيا أخبار وتصريحات (مسجلة صوتياً) لقيادات المؤتمر الوطني ابتداءً من مساعد الرئيس البروفيسور “إبراهيم غندور” مروراًً بأمين الإعلام الوزير الأستاذ “ياسر يوسف” والأمين السياسي الأستاذ “حامد ممتاز” أو بيانات من الإمام “الصادق المهدي” ترد إليَّ عبر (الإيميل) بالهاتف الجوال، أو تغطيات مصورة لمساعد الرئيس العميد “عبد الرحمن الصادق”، قبل أن يأتي بها للصحيفة محررو الدوائر من مواقع الحدث بالخرطوم.
عبر (الواتس آب) كنت أتابع تفاصيل إدارة الصحيفة يومياً، ابتداءً من الحسابات و(تقارير) الإعلان والتوزيع، وانتهاء بتصاديق الإجازات المحلية والسنوية، والحوافز والخصومات.. كله (واتس آب).
وكنت أطالع الصحف الأخرى.. وأكتب العمود اليومي طوال الشهور الأربعة – بما في ذلك هذا العمود – بالواتس آب، فهو أيسر وأسرع من استخدام (لاب توب) و(إيميل).. تركتهما جنباً.. وصرت أتجول حراً.. وكلما لاحت لي فكرة وجدتني أكتب المقال على الهاتف الجوال من ركن قصي بأي مقهى في “برلين ” الجميلة دون حاجة إلى مكتب.. وجهاز حاسوب و(كيبل).
غبت أربعة شهور ونصف الشهر عن السودان وظلت (المجهر) كما تركتها، تواجه العواصف وتنافس بجدارة وتبقى عصية على التجاوز. وقد أبلى رئيس التحرير المحترم الأستاذ “صلاح حبيب” بلاءً حسناً ، وكذا مدير التحرير الأستاذ “نجل الدين آدم” وكل الطاقم التحريري والفني.. كل رؤساء الأقسام وكل محرر ومحررة وإداري وفني وعامل، جميعهم أثبتوا أنها صحيفة مؤسسة لا تتأثر بالغياب (المادي) للمسؤول الأول ولو امتد لـ(ثلث) عام !!
كنت أقوم بواجباتي (اليومية) كمدير عام ورئيس هيئة تحرير من على البعد مستخدماً هذه التقنية الحديثة، وكانوا يقومون بواجباتهم بدرجات متفاوتة كما تعودنا في جميع المؤسسات.
أريد أن أقيم (حفل تكريم) لصديقي (الواتس آب) ولا أدري كيف أفعل ذلك، وإلى أن أتمكن من تحقيق الحلم فسأكتفي بهذا المقال على هذه المساحة المحدودة.
شكراً عزيزي (الواتس آب).. فرغم ما تواجهني من مشكلات، من بينها أنك لا تستطيع حفظ المادة، وقد تكتب مقالاً مطولاً قد تفقده كله بحركة خاطئة أو مكالمة واردة أو صادرة، إلا أنني مدين لك بالنجاح في إدارة (المجهر) في الثلث الأخير من العام 2014.
شكراً.. كثيراً..
المجهر السياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!