تتخذ حكومة المملكة الأردنية (الهاشمية) موقفاً قبيحاً معادياً لحكومة وشعب السودان، بمساندتها النشاز لإجراءات المحكمة الجنائية الدولية في “لاهاي” ضد رئيس بلادنا المشير “عمر البشير” ومسؤولين سودانيين آخرين
في آخر جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة ملف دارفور، بحضور مدعية المحكمة، تحدث مندوب مملكة (الهاشميين الإنجليز) لدى الأمم المتحدة مطالباً المجلس بدعم المحكمة لإلقاء القبض على المطلوبين في السودان ومواصلة التحقيقات في جرائم دارفور، مع ضمان (عدم الإفلات من العقاب)!! ذات العبارات والمصطلحات التي يرددها المتمردون في دارفور !!
موقف الأردن يبقى هو النشاز بين جميع الدول العربية والإسلامية، وغالبية دول أفريقيا، وكلمات مندوب مملكة (الهاشميين الإنجليز) – والدة الملك ” عبد الله ” بريطانية ولم يعرف عنها أنها أعلنت إسلامها حتى يومنا هذا – كلمة مندوبهم في جلسة مجلس الأمن كانت الأقبح مقارنة حتى بكلمات مندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا ودول توابع لا قيمة لها مثل أستراليا ولوكسمبورغ وغيرها !!
لماذا الإصرار من “عَمَّان” على هذا الموقف المخجل والمخزي لشعب الأردن العربي الأصيل، تأييداً لتسييس العدالة الدولية واستغلالها لصالح مخططات الغرب الاستعماري؟! وهل له علاقة بسلسلة الارتباط القديمة بين ملك الأردن الراحل الملك “حسين بن طلال” والمخابرات المركزية الأمريكية؟ وهو ما كشفته صحيفة (الواشنطن بوست) في السبعينيات، عندما أوردت أن الملك كان متعاونا مع ال ( C.I A ) ابتداءً من العام 1957 وحتى العام 1975، وأنه كان يتقاضى راتباً شهرياً قدره (مليون دولار) نظير ما يقدمه من معلومات أمنية غاية في الحساسية عن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط !! وعندما علم الرئيس “جيمي كارتر” بتجنيد المخابرات للملك أمر بوقف دفع المبلغ واعتبره أمراً مسيئاً !!
معلومات (واشنطون بوست) كررها الأستاذ ” محمد حسنين هيكل ” في كتابه ( كلام في السياسة )، وفيه أشار إلى أن الملك “حسين” هرب طائرات سلاح الجو الأردني إلى تركيا حتى لا يستخدمها الجيش المصري في حرب يونيو 67 ، وأن نتيجة خذلان ملك الأردن للجيوش العربية في تلك الحرب، أدى إلى احتلال إسرائيل لكل الضفة الغربية .
هل ما زالت سلطة الحكم في الأردن تنفذ مشروعات وأجندات الاستعمار الغربي في منطقة الشرق الأوسط والمحيط العربي، وهكذا تأتي المجاهرة بدعم محكمة “لاهاي” على حساب رئيس جمهورية السودان؟!
يا له من موقف هزيل.. بئيس، عارضته بل ونسفته “روسيا” العظمى داخل جلسة مجلس الأمن.. مثلما كافحته “الصين الشعبية” و”نيجيريا” الأفريقية الحبيبة !!
أليس غريباً ومؤسفاً أن تدافع عن بلادنا “روسيا” الكافرة، وتعاديها الأردن العربية المسلمة؟ !!
ربما ليس غريباً إذا قرأنا التأريخ جيداً، ونقبنا في أسراره.
فلتنفذ مملكة الإنجليز وأمريكا ما تشاء من أجندة، ولكن علينا أن نعاملها نحن بالمثل، ولا نسمح لها بالاستفادة من (دولار واحد) يدفعه مريض سوداني في مستشفياتهم؟! ولا (طن) أدوية أو بضائع من إنتاج شركاتهم الإسرائيلية المغلفة بالديباجات الأردنية، والمستوردون السودانيون للأسف يعلمون ذلك جيداً .
لماذا لا نقاطع من يسيء لشعبنا ودولتنا ويناصبها العداء في المنابر الدولية ؟!! كما قاطعنا المنتجات الدنماركية بسبب كاريكاتيرات مسيئة لرسولنا الكريم؟
نحن لا ندافع عن “عمر البشير ” في شخصه.. أو “البشير” رئيس حزب (المؤتمر الوطني) ، وإنما نثأر لرئيس جمهورية السودان، غض النظر عن حبنا أو كرهنا له، أو قناعتنا بتجديد الترشيح له، فهذا شأن مختلف .
أوقفوا تأشيرات السودانيين للعلاج بالأردن.. وافتحوا لهم منافذ بديلة للعلاج في “الهند” أو “تايلاند”.. أوقفوا الاستيراد من الأردن واستبدلوا أدويتهم بأخرى إماراتية وسعودية وأوربية فهي أضمن، جمدوا أعمال اللجنة المشتركة الوزارية العليا بين بلدينا، فما قاله مندوب الأردن في جلسة مجلس الأمن يؤكد أنه لا مشتركات بيننا وبينهم، ولا تعاون بل تآمر.. وتخابر واستهداف .
الهندي عزالدين
error: Content is protected !!