آن الأوان للاعتراف بالجبهة الثورية
الديمقراطية أفضل وسيلة للحكم ولن أحملُ السلاح أبداً
الحركة الإسلامية لم تحكم حتى الآن
إذا أراد السودانيون الوحدة مع الجنوب فسأقبل في هذه الحالة
لن يحدث استقرار في الجنوب إن لم يتم الفصل بين النوير والدينكا في دولتين
عرمان في الجامعة كان أصحابه شماليين والجنوبيون قطعوا أذنه
تأريخنا فيه بلاوي وأرجوكم أوقفوا التسجيل في هذه النقطة
التغيير سيكون سهلاً عندما تتأزم الأمور
سأقبل بعقار رئيساً للجمهورية إذا أراد السودانيون ذلك
المؤتمر الوطني صنع دولة عميقة و(كل يوم يحفر زيادة
لا أودُّ الحديث عن انتخابات الصحافيين يا أخي ما تخلينا ساكتين.. الصادق الرزيقي هو بالله عضو منبر؟!!
لم نفشل في إقامة دولة إسلامية والمؤتمر الوطني والحكومة الحالية لا يمثلان المشروع الإسلامي
هل تغيّر الأستاذ الطيب مصطفى أم تغيّرت الأحداث التي حوله.. الرجل عبر بوضوح ودون مواربة عن قناعته بالديمقراطية أفضل وسيلة حكم.. حتى إمكانية إعادة وحدة السودان لم يبدِ عليها اعتراضاً إن كانت تمثل رغبة كل السودانيين.. لهذا رأينا الوقت مناسباً لاستنطاق الرجل المثير للجدل.
حمل رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى بشدة على المؤتمر الوطني واتهمه بصنع دولة عميقة عبر سياسة التمكين و(كل يوم يحفر زيادة)، وطالب مصطفى بالاعتراف بالجبهة الثورية وأثنى على ترحيب الحكومة بإعلان المبادئ بين لجنة (7+7) والجبهة الثورية في أديس أبابا مؤخرا، وأكد وقوفه ضدّ عودة الشمال والجنوب إلى الوحدة حتى لو أرادا ذلك مجدداً، ورأى أن الجنوب لن يشهد استقراراً إلا إذا انفصل الدينكا عن النوير، وحثّ مصطفى المؤتمر الوطني على تأجيل الاستحقاق الانتخابي القادم، وأشار إلى أن قيام الانتخابات في ظل الظروف الحالية لن يسفر عن شيء جدي، وضرب مثلاً بانتخابات اتحاد الصحافيين الأخيرة، وتحفظ مصطفى على اتهام الحركة الإسلامية بإقامة دولة إسلامية، ونزع عن الحكومة الحالية والمؤتمر الوطني صفة تمثيل الحركة أو حمل لواء المشروع الإسلامي، وأكد أنه لن يرشح نفسه إلى رئاسة الجمهورية، بل سيتنحى عن قيادة المنبر في أول مؤتمر عام، وتالياً تفاصيل الحوار:
أجراه: رئيس التحرير- عبد الباقي الظافر – تصوير: عباس عزت
الحكومة رحبت باتفاق أديس أبابا بطريقة رسمية ما رأيك في هذا التطور؟.
مؤكد أنها خطوة إلى الأمام، ومؤشر إيجابي، يعكس ترحيباً بما جرى في أديس مؤخراً، ونرجو أن يستمر التحرك في اتجاه تهيئة المناخ، وأعتقد أن النوايا الحسنة باتت متوفرة في كل الاتجاهات، انظر إلى بيان قوى الإجماع كان هادئاً نوعاً ما، والحديث فيه كان معقولاً.
أفتكر منذ سنوات لم أشهد روحاً وفاقية في المشهد السياسي بالسودان كما هي الآن.. بما فيهم حملة السلاح، وهذه لحظة تأريخية فارقة، على المؤتمر الوطني أن يكون أكبر الداعمين لهذه الروح، وأن يكون مستعدا لتقديم المزيد من التنازلات.
تنازلات مثل ماذا؟.
المطالبة بتعديل القوانين المقيدة للحريات- على سبيل المثال- لو تمت الاستجابة لها قطعاً مثل تلك الإجراءات ترفع من وتيرة التراضي السياسي.
ماذا عن الحكومة الانتقالية؟.
هذه واحدة من القضايا المطروحة في الحوار، ويجب أن يقوم الوطني بتنفيذ خارطة طريق الحوار، وتهيئة الأجواء، وسؤالي هل أطلق المعتقلين السياسيين؟!، هل أوقف الإجراءات الاستثنائية ضد الصحف؟!؛ لأن الرقابة البعدية أقسى حتى من الرقابة القبلية، وأرجو من جهاز الأمن أن يقول: إننا أوقفنا الرقابة القبلية، وأوقفنا مصادرة الصحف، ويرضى أن تسود أحكام القضاء- كما نصت خارطة الطريق.
ماذا عن الحكومة الانتقالية؟
خارطة الطريق تحدثت عن آلية انتقال أو وضع انتقالي وليس حكومة انتقالية، والوضع الانتقالي يشير إلى أن يصبح الولاة والمعتمدون خارج المؤتمر الوطني، أو يصبح الرجل الثاني في الولاية مسؤولاً عن المؤتمر الوطني؛ لقطع الطريق أمام استغلال إمكانات الدولة، وتسخيرها لصالح حزب بعينه.
هل ينطبق الوضع على رئاسة الجمهورية؟.
أعتقد أن هذا هو الأوفق، نريد للرئيس أن ينأى بنفسه ومنصبه عن رئاسة حزب من الأحزاب، وأن يكون محايداً، أعتقد أن الرئيس لو أسند رئاسة المؤتمر الوطني إلى إبراهيم غندور مثلاً كان يمكن أن يعزز الثقة.
كثر الحديث عن الخلافة السياسية في المؤتمر الوطني- بعد أن أبدى الرئيس رغبته في الترجل، كيف ترى المشهد المستقبلي داخل المؤتمر الوطني؟.
أنا أعتقد أن على المؤتمر الوطني ألا يضغط على الرئيس أكثر من اللازم وينزلوا على رغبته الصادقة في المغادرة، وأعتقد أنه من الممكن أن يختفظ البشير برئاسة المؤتمر الوطني بعد أن يغادر مقعد رئيس الجمهورية، وفي تقديري الشخصي أن النائب الأول الفريق بكري حسن صالح هو الأنسب لخلافة الرئيس؛ إذ سيحفظ ذات “الوزنة” بين العسكريين والمدنيين داخل المؤتمر الوطني، كما إن وصوله إلى سدة الرئاسة سيخلق مناخاً دولياً مواتياً لدعم السودان في مجال فك العزلة، وإعفاء الديون الخارجية، كما بإمكان الفريق بكري تجاوز أزمة الجنائية عبر التنسيق مع الأصدقاء والأشقاء، وحتى التواصل مع الغرب وأوروبا.
في رأيك هل الوقت مناسب للاعتراف بالجبهة الثورية؟.
في اعتقادي أن الجميع بات سائراً نحو التجمع والتكتل، فأحزاب التجمع تآلفت في تحالف جوبا، ونحن في الجبهة الوطنية للتغير تجمعنا تحت لافتة واحدة، فلماذا تمنع المعارضين أن يتجمعوا في جبهة واحدة؟، فنحن عندما اعترضنا على اتفاق نافع- عقار؛ لأنه كان تكراراً لاتفاقية نيفاشا خاصة اقتسام أنصبة الحكم، فالاتفاقية تجاوزت المنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان)، ومنحت الحركة الشعبية نسبة في الحكومة الاتحادية.
يعني أن الاعتراف بها طبيعي؟.
نعم لأن أحمد سعد عمر وقع بالإنابة عن 7+7، فشيء طبيعي أن يتم الاعتراف بالجبهة الثورية، فكيف تشيد بالاتفاق ولا تعترف بالجبهة الثورية؟- هذا تعنت لا يجوز-، يجب أن نتسامى- جميعاً- ويجب أن يتسامى (المؤتمر الوطني)، كما يقول في شعاره لمؤتمر القطاع السياسي (نسمو.. نتحاور.. نتصالح من أجل الوطن)، يجب أن يطبق تلك الشعارات، لماذا نأمر الناس بالبر وننسى أنفسنا؟، كيف تتجمع أنت، وترفض على الآخرين التجمع؟، الجيد في اتفاق أديس أن الثورية لن تنفرد بالوطني، إنما سيكون الوطني حزباً من الأحزاب المفاوضة.
ماذا عن المنابر الأخرى الدوحة، أديس وغيرها؟.
الأوفق أن توحد المنابر، حتى إذا كانت الحركة الشعبية قد خصت بالحوار عن المنطقتين فلا بأس من ذلك؛ ما دام أننا ملزمون بقرارات مجلس السلم والأمن والأفريقي، لكن الأوفق أن تضم كل المفاوضات إلى منبر واحد، وأن يكون الحوار موحداً في منبر واحد، والحركات الدارفورية أحق بالحوار من المؤتمر الوطني، وفي اعتقادي الأفضل أن يكون الحوار داخل السودان.
لكن هناك حديث عن مؤتمر تشاوري بالخارج؟.
كما قلت من الأفضل الحوار بالداخل، والحكومة إذا كانت تريد حواراً داخلياً يجب أن تهيئ المناخ لكنها لا تفعل ذلك.
الانتخابات هل ترى ضرورة تأجيلها؟.
بالتأكيد التأجيل ضروري.. نعم الحديث عن قيام الانتخابات في موعدها مجرد تكتيكات لكن القضايا المتعلقة بالانتخابات يجب أن تتوقف، يجب أن يرضخ الوطني إلى مطلوبات الحوار بصدق.
لكن المؤسسات التشريعية والتنفيذية سينتهي أجلها دستورياً؟.
يضحك.. يا أخي (ما تخلينا نتكلم ساكت) نيفاشا، بصم عليها البرلمان دون أن يطلع عليها أحد، البرلمان يمكن أن يعدل الدستور في جلسة واحدة، وأنا لا أريد أن أتحدث لكن أؤكد الإجراء لن يتطلب جهداً، ويجب أن نناقش الوضع الانتقالي، ويجب أن تحدث تعديلات هائلة في الأجهزة التشريعية، والتنفيذية، بطريقة تجعل الجميع يلمسون جدية المؤتمر الوطني في الحوار، والأوفق تأجيل الانتخابات، والحزب الحاكم يملك أموالاً طائلة لماذا يريد أن أن يحتكر كل شيء.
تبدو أستاذ الطيب وكأنك غيرت قناعاتك القديمة وأصبحت تؤمن بالديمقراطية؟.
يا أخي لا بديل للديمقراطية إلا الديمقراطية، انظر إلى الديمقراطية كيف نقلت تركيا من الدولة (111) إلى الرقم (16)، الديمقراطية الآن أفضل وسيلة حكم.
ما رأيك في انتخابات الصحافيين الأخيرة؟!
أنا ضحكت من تعبير (الخلايا النائمة)- الذي استخدمه عثمان ميرغني منذ أيام- لكني لا أريد أن أتحدث في هذا.
لكن البعض يعدّ أن ما حدث (بروفة) لهزيمة ساحقة تنتظر المعارضة- إن خاضت الانتخابات؟.
لو جرت الانتخابات العامة بتلك الصورة لحدث ما حدث في انتخابات الصحفيين؛ لأن هذه أوضاعاً استثنائية.
لكن رئيس الاتحاد الجديد الصادق الرزيقي قيادي سابق في منبر السلام العادل الذي تقوده؟.
(يضحك) هو بالله عضو منبر؟! سكت ثم واصل في الحديث عن الانتخابات.
منبر السلام بات خاملاً سياسياً ماذا هنالك؟.
المؤتمر الوطني لم يفسد الحياة السياسية فقط، وبالنسبة لنا في منبر السلام العادل صودرت صحيفتنا (الانتباهة)، وأغلقت معظم دور المنبر ولم يتبقَ لنا إلا المركز العام- الذي ندفع إيجاره بشق الأنفس، لا يمكن أن تجرى انتخابات والأحزاب بتلك الصورة، المؤتمر الوطني يجب أن يكون حريصاً على حياة سياسية نظيفة.
هل تتوقع تغييراً راديكالياً في المؤتمر العام للمؤتمر الوطني في أكتوبر القادم؟.
المؤتمر الوطني أنشأ دولة عميقة، هذه الدولة نشأت داخلها مصالح كثيرة تتضرر من التغيير، فالمؤتمر الوطني صنع دولة عميقة و(كل يوم يحفر زيادة)، في القرآن الكريم لم تربط كلمة (الترف) أو (المترفين) بخير قط، ولو حدث تغيير هنالك مصالح ستضرر؛ لذلك سيواجه التغيير بمقاومة شديدة جداً، أنا مؤمن أنه كلما اشتدت الأزمة بات التغيير أيسر والإصلاح ممكناً.
هل أنت متفائل بإمكانية حدوث شيء؟.
نعم لو توفرت الإرادة السياسية.
في اعتقادك ما هي حدود التغيير المطلوبة في المؤتمر الوطني؟.
القناعات ووضعها على مستوى التنفيذ.. النية أولاً ثم العمل.
لكن الرموز القديمة هل يمكن أن تغيِّر قناعاتها؟.
أشعر أن هنالك صادقين، لكن أحياناً الخوف على المنصب أو الخوف من استعداء صاحب القرار يمكن أن لا يفضي إلى غير ما هو موجود في النفوس أو قناعة البعض.
هل سترشح نفسك إلى رئاسة الجمهورية؟.
لا أنا الآن زاهد في ذلك.
زهد يأس أم أمل؟.
الأحسن أن أعطي فرصة للآخرين وسأخرج من رئاسة المنبر في أول مؤتمر عام، وهذه ليست تمثيلية، اكتبوها على لساني لن أكون رئيساً للمنبر في أول مؤتمر قادم.
الحركة الإسلامية فشلت في إقامة دولة إسلامية؟
من هي الحركة الإسلامية لنحاكمها؟، غازي صلاح الدين حركة أنا حركة وعثمان ميرغني حركة- منذ أن كان رئيساً لاتحاد الطلاب السودانيين في مصر- وغيرنا كثر، لكنني أستطيع أن أؤكد لا الحكومة الحالية ولا المؤتمر الوطني يمثلون المشروع الإسلامي، فالمشروع الإسلامي أصبح المعبرون عنه قليلين حتى داخل الحكومة.
الديمقراطية تؤمن بمبدأ التداول السلمي للسطة، وسؤالنا إذا حققت الحركة الشعبية اكتساحاً أو غلبة في الانتخابات، ماذا أنت فاعل إذا وصل مالك عقار إلى الرئاسة عبر هذه الآلية؟.
لن أفعل شيئاً سأقبل- وقتها- بنتيجة الديمقراطية- مهما كانت.
وإذا وافق الجنوب على العودة والوحدة مرة أخرى مع الشمال هل توافق؟.
لا لن أوافق؛ لسبب واحد، فهم لو عندهم حق في التعبير عن رأيهم فأنا لديّ ذات الحق، فاعتراضي سيكون- كما قلت مرارا- أن الوحدة لم تقم على أسس طبيعية، لكنني لن أحمل السلاح، إنما سأقاوم بالكلمة، فأنا لا يمكن أن أقتل أحداً، لن أقبل أن أقتل مسلماً، كيف سألقى الله؟!، سأرضى بالنتيجة، لكنني سأظلّ عندي رأيي، أن التنوع الحاد لن ينتج وحدة.
ماذا عن الجنوب هل أنت متفائل بمستقبله؟.
في اعتقادي أن الجنوب- نفسه- لن يستقر إلا إذا انفصل النوير عن الدينكا، وبات الجنوب دولتين بسبب التنوع الحاد، وفي السابق الحملة التي شنت علينا عبر (أجراس الحرية)؛ لأن الشماليين، والشيوعيون- بوجه خاص- كانوا يريدون أن يركبوا ظهر الحركة الشعبية للحكم.
أنا أريد أن أسأل سؤالاً واحداً، لو انفصل السودان عن الجنوب في 1956م، كيف كنا سنكون الآن؟ وسؤالي لو توحد السودان ومصر هل ستكون هناك مشكلة؟، فالسودان ومصر والسودان أثيوبيا، والسودان وإرتيريا، ليس هنالك تنوع حاد، لكن الشمال والجنوب هنالك تنوع حاد.
هنالك من يرى في التنوع قوة؟.
في السودان المسألة مختلفة، وأذكر في داخليات جامعة الخرطوم، الجنوبيون كانوا يمشون مع بعض، والشماليون مع بعض، وياسر عرمان- نفسه- في الخرطوم كان يصاحب الشماليين فقط، والجنوبيون قطعوا أذنه في الغابة.. يا أخي تأريخنا فيه بلاوي، وأرجوكم أوقفوا التسجيل في هذه النقطة.
لعبت دوراً في تثبيت دعائم الإنقاذ هل أنت نادم على ذلك؟.
لا لست نادماً، أنا عملت شغل إيجابي، عملت هذا من أجل الوطن، وليس الإنقاذ، ولست نادماً على شيء، وكنت دائماً أقدم السودان، واستقلت من منصبي بسبب احتجاجي على الفساد.
حاوره: رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية – عبد الباقي الظافر
error: Content is protected !!