إذا كان الوفدان الأمريكي والأوروبي لاجتماعات مجلس حقوق الإنسان التي ستنعقد خلال أيام، يعتزمان حسبما تواتر من أنباء، تقديم مشروع قرار ضد السودان يحيله إلى موضع (المراقبة) بعد أن كان وما يزال في إطار (الاستشارة الفنية)، فإن ذلك مما فعلت أيدينا غض النظر عن عامل المؤامرة الحاضر باستمرار في برنامج عمل الإدارة الأمريكية تجاه بلادنا.
ما زالت السلطات تحتجز السيدة “مريم الصادق المهدي” بسجن النساء بأم درمان، ومن المقرر أن يكون اعتقالها بالإضافة إلى اعتقال “مريم” أخرى من دولة (البحرين)، هو أحد أجندة الجلسة الافتتاحية للمجلس اليوم (الاثنين) في جنيف!!
ما الداعي لكل هذا، وقد وقع وزير رئاسة مجلس الوزراء- الوزير الأول في حكومة السودان- على إعلان مبادئ مشترك مع (الجبهة الثورية) المتمردة بشهادة الوسيط الأفريقي “ثابو مبيكي” في أديس أبابا قبل يومين، ولو بطريقة غير مباشرة ولكن على طاولة واحدة وجمعتهم صورة فوتوغرافية جامعة!!
وإذا كانت “مريم” ووالدها السيد “الصادق المهدي”، قد أبرما اتفاق “باريس” مع (الجبهة الثورية)، فإن تجاوز (الإعلان) إلى (برنامج عمل) مشترك مع (الجبهة) هو ما تم في “أديس”!! فعلام تعتقلون “مريم”، وتتركون الوزير “أحمد سعد” والدكتور “غازي صلاح الدين”؟!!
أطلقوا سراح الدكتورة “مريم”.. كفى بلادنا مذمات وإشانات في المحافل الدولية.
-٢-
سفارتنا في “برلين”، هي بحق سفارة نموذجية من حيث (الكم) و(الكيف)، فهي خلافاً لسفارات أخرى في دول عربية وأفريقية، محدودة العدد، متناغمة المجموعة، فعالة ومنتجة.
السفير، ونائبه وزير مفوض، ووزير مفوض ثانٍ، ثم ملحق فني واحد، وملحق إعلامي، وثلاثة إداريين، هو العدد (الرسمي)، إضافة إلى سكرتيرة ألمانية للسفير ظلت تعمل لسنوات طويلة، ومترجم (تعيين محلي).
السفارة يقودها السفير “بدر الدين عبد الله” الذي تسلّم موقعه قادماً من إدارة (الجنوب) بالخرطوم قبل شهرين، وهو رجل هادئ ومهذب وبشوش، وعلمت أن (الجالية) هنا أكبرت فيه تلبيته دعوتها على إفطار (رمضان) ودعوته لهم في داره وتعاونه معها رغم حداثة عهده ببرلين.
الوزير المفوض “خالد موسى” كان ناطقاً رسمياً باسم الخارجية قبل انتقاله إلى هذه المحطة، وبالتالي مع كتاباته الراتبة في الصحف، فهو جزء من الصحافة والصحفيين. “خالد” شاب مثقف كثيف الإطلاع، يتمتع بشخصية دبلوماسية مميزة. يعدّ هو والقنصل “خالد الشيخ” في القاهرة و”مودة حاج الخضر” بالجامعة العربية والسفير “أنس” الذي كان في أديس، من الكفاءات والوجوه الشابة التي تشرّف الدبلوماسية بحق وحقيقة مقارنة بمتكلسين ومتكلسات أخر.
ملحقنا الإعلامي في “برلين” الأستاذة “سمية الهادي” مديرة الإعلام الخارجي السابقة، شهادتي فيها مجروحة، فقد كتبت عنها قبل سنوات مشيداً بنشاطها المختلف في وزارة الإعلام التي لا تشعر فيها بعمل لافت ولا حياة منذ سنوات. “سمية” تمثلنا هنا خير تمثيل.. لها التحيات.
ويجتهد الملحق الفني “كرم الدين حسب الله” في أداء مهمته بمثابرة وجد، قابلته خلال زيارة مساعد رئيس الجمهورية بروفيسور “غندور” وبعدها، وبدا واعياً ومدركاً لكل التحديات التي تواجه السودان في الداخل والخارج.
أعجبني أيضاً أن السفارة استفادت من بعض شباب (الجالية) المقيمين بألمانيا فـ(شغلتهم) في قيادة سيارات السفارة لترحيل وفد مساعد الرئيس، وفي ذلك (فائدة مشتركة) والتحام بالسودانيين هنا.
هي كما قلت آنفاً، سفارة نموذجية
المجهر السياسي
error: Content is protected !!