ينشط السيد “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة القومي هذه الأيام في اتصالات وتحركات خارجية على المستوى الإقليمي والدولي، تتركز في نقد الحكومة وتأكيد عدم جديتها في ما يتعلق بالحوار الوطني، ومحاولة حشد التأييد لإعلان باريس وتقديمه كمخرج سياسي لأزمات البلاد كافة.
بُعَيد اعتقاله، كتبتُ هنا أنَّ السيد “الصادق” إذا خرج من السودان لن يعود قبل توفر ضمانات لم يكن في حاجة إليها عشية تلبيته لدعوة الرئيس لحضور (خطاب الوثبة)، ولا ليلة (المائدة المستديرة) بقاعة الصداقة بالخرطوم ضمن (82) حزباً حقيقياً أو من فئة أحزاب يكونها (راجل ومرتو) !!
ورغم أنَّ “الصادق” لا يرى في غالبية هذه الأحزاب أحزاباً يُعتد بها، وهذا من حقه، وحزبه هو الحاصل على (101) دائرة في برلمان التعددية الثالثة عام 1986، إلا أنه ورغم ذلك جاء وشارك ورضي أن يكون حزبه ضمن ثمانين حزباً لا ذكر لها بين الناس، لا في الماضي ولا في الحاضر.
أنا أعتقد أنَّ البعض في السلطة لم يحترم تاريخ ومكانة و(عمر) هذا الرجل وهو على أعتاب (الثمانين)، فزجوا به في معتقل لنحو شهر بسجن كوبر، والقضية لم تكن في حاجة إلى كل هذا التفجير، فقد قال من قبل في (الإنقاذ) وأجهزتها ما لم يقله “الحُطيئة” في هجائياته الكثيفة وفيها ما هجا به نفسَه وأمَّه وأباه!! ورغم ذلك لم يعتقل الإمام طيلة سنوات بقائه داخل البلاد بعد عودته في (تفلحون) قبل نحو (13) عاماً.
لماذا هذا التعمد في (تفخيخ) أجواء الحوار الآن، مرة باعتقال “الصادق”، ومرة باعتقال كريمته “مريم” وثالثة باعتقال “إبراهيم الشيخ”؟!
لمصلحة من يحدث هذا؟ لمصلحة البلد والحوار الوطني؟ أم لمصلحة من يظنون توهماً أنها لمصلحتهم، وهم ربما يستهينون بحجم الأزمات الخانقة، التي قفزت بأسعار منتجاتنا – دعك من السلع المستوردة- إلى أرقام فلكية، فبلغ كيلو الضأن الحمري والكباشي (75) جنيهاً !!
ويستمر الحصار على دولتنا من أشقائنا (العرب) دعك من (الأمريكان) وآخر فنونه حصار (التحويلات الممنوعة) من وإلى بنوك الخليج العربي والبنوك الأوربية فضلاً عن الأمريكية !!
من يقلل أو يسفه الضائقة غير المسبوقة السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، فإنه مضلل أو يعيش في مكان آخر خارج حدود جمهورية السودان .
فهل كنا مضطرين إلى استعداء “الصادق المهدي” ولو وقع عشرين إعلاناً في باريس؟
هل تشكل (القارورة) “مريم الصادق”، ورسولنا الكريم يدعونا إلى الرفق بالقوارير، هل تشكل خطراً حقيقياً على الأمن القومي في السودان؟!! رجاء.. وللمصلحة العامة اتركوا شأن السياسة لمسؤولي الحزب الذي يفترض أنه (حاكم)، اتركوها لبروفسور “غندور” و”مصطفى عثمان” و”حامد صديق” و”حامد ممتاز” والشيوخ “أحمد عبد الرحمن” و”عبد الجليل الكاروري” و”علي عثمان” و”رجاء حسن خليفة”، و”سامية أحمد محمد” وغيرهم من رموز الحزب تحت إمرة ومشورة الرئيس “البشير” الذي هو رئيس الحزب .
قليلاً من (الفاولات).. كثيراً من الاستقرار .
المجهر السياسي
error: Content is protected !!