تتحدد بصورة أساسية ملامح المرحلة السياسية القادمة في البلاد، من خلال ما تتمخض عنه اجتماعات المجلس القيادي ومجلس الشورى لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وذلك خلال شهرين.
صحيح الممارسة السياسية الديمقراطية، دون وصاية أو تأثيرات على العضوية داخل مؤسسات الحزب الحاكم، هي التي ستنتج بيئة سياسية معافاة لكل السودان وتوافقاً وطنياً حقيقياً يحفظ البلاد من مخاطر الاستهداف الخارجي والحصار الاقتصادي المتزايد بقسوة، ويقيها مآلات الانفجار الداخلي جراء ضغوط المعيشة والغلاء الفاحش، على نحو غير متوقع وربما سيناريو أسوأ من الذي حدث في (سبتمبر) من العام الماضي.
ولتجنب كل الاحتمالات لأي انفجارات محتملة، يحتاج المؤتمر الوطني المسؤول شرعاً ودستوراً عن الحفاظ على كيان البلد واستقرار الشعب، أن يمضي دون تردد أو وجل، نازعاً كل الهواجس، باتجاه (التغيير) الكبير.
والحركة الإسلامية التي حكمت السودان عبر مجلس قيادة الثورة واللجان الشعبية في بدايات (الإنقاذ)، أو عبر حزب المؤتمر الوطني على مدى (25) عاماً، مطالبة بشدة بتقديم نموذج حضاري وراقٍ في اختيار مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة المقبلة، ليكون ذلك قدوة وقيادة لجميع الأحزاب والقوى السياسية السودانية في إحداث التغيير المنشود.
وإذا كانت شراكة (الإسلاميين) و(العسكريين) هي التي أنتجت هذا الاستقرار (النسبي) في السودان قياساً للمنطقة العربية من حولنا (المحيط الأفريقي حولنا كان أكثر استقراراً.. إثيوبيا، إريتريا وتشاد) واستمر الحكم متماسكاً طيلة هذه الفترة بقيادة الرئيس المشير “عمر البشير”، فإن ذلك أدعى للسير قدماً في تحقيق المزيد من التغيير ناحية (الجيل التالي)، ليكون (ترياقاً) يمنع وقوع أية محاولات (عنيفة) للإطاحة بالحكم ومن حيث لا يحتسب، وما حدث في (سبتمبر) يؤكد بلا شك هذه الفرضية.
ومثلما ساند السياسيون العسكريين عقدين ونصف العقد في موقع القيادة، فسيكون من العدل في إطار التداول السلمي (الداخلي) للسلطة، أن يساند العسكريون هذه المرة السياسيين، في اتفاق (جنتل مان) داخلي يحترمه الطرفان بتبادل المواقع وتقديم وجه مقبول وجماهيري، استعداداً لمرحلة انتخابات حقيقية وشفافة تسكت أصوات جميع المتآمرين في الخارج والمشككين في الداخل.
سبت أخضر.
الهندي عز الدين- المجهر السياسي
error: Content is protected !!