عُرف بين إخوته ” بالفاتح قهر ” هو طالب جامعي أصيب في تسعينيات القرن الماضي خلال حرب الجنوب بطلقة ناريّة شقت ظهره ووصلت إلي سلسلته الفقرية فتسببت له في شلل نصفي أقعده وأصبح يتحرك على كرسيّ متحرك فقد والده الذي سقط علي وجهه الكظيم تأثراً بما جري لعكازته وسنده عند جور الزمان ، ولحقته والدته الرؤوم ( حاجه التومة ) وفي قلبها الحنون حسرة بعد أن خنقت حلقها غصة متأثرة بما أصابه ، عاش بعدها ( الفاتح ) وحيداً مكابداً للصعاب ، ذائقاً الأمرين في رحلة العلاج الطويلة بلا أمل ، امتدت معاناته حتى مع هوام الأرض إذ هاجمه (فأر) صغير واخذ يقرض أصابعه ( المشلولة ) وهو لا يشعرفي حادث مأساوي أليم وحزين !!
ذهب به أصدقائه لكبار إستشاري جراحة العظام في السودان وبعد أن رأي الصور المقطعية مطّ شفتيه وقال (ميئوس علاج حالته ) وأرسلت التقارير والصور الي اطباء خارج السودان فأكدوا نفس التشخيص ، كان شعاع الأمل يتسرب في ظلمة ليل بهيم ، مع ثقته في ربه الكريم عندما رأى والدته ( حاجة التومة ) التي فارقت الحياة وفي مقلتيها دمعة لم تجف علي فلذة كبدها فقالت له ( حرّك برجلك الشمال يا وليدي ) ولم ييأس هو بل ظل رافعاً يديه لخالق الاكوان الذي اذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ففي سابقة ومعجزة طبية عجيبة تحركت رجله (الشمال) كما قالت له والدته في المنام واصبح يتحكم بها بنسبة 60% بعد أن كانت جثة هامدة لاتتحرك ، وسط دهشة الأطباء الذين قالوا ( مستحيل ) ولكن مع الله لن ينقطع الرجاء وبفضل الله دبت الحركة والحياة في رجل ( الفاتح ) الصبور ، في سابقة أشبه ( بالمعجزة ) الكونية .
يجلس ( الفاتح ) حاليّا كسيحاً في كرسيّه المتحرك وهو في نضارة شبابه الغض ، في إنتظار أن يكتمل علاجه بمساعدة ودعوات الخيّرين الصالحين الذين يرجون مثوبة الله ، بعد أن أشاع الله فيه بشارة الأمل و إمكانيّة الشفاء .
محمد الطاهر-سوداناس
error: Content is protected !!